شمول قدرة الله تعالى
(قال : وأما شمول قدرته
بمعنى أن الكل بإيجاده ابتداء أو بواسطة (١) فلم يقع من القائلين بالصانع نزاع في ذلك. بل في تفاصيله وبمعنى أنه لا مؤثر سواه أصلا فلم يذهب إليه إلا البعض من المتكلمين. تمسكا بظواهر النصوص ، وهو الحق. وبدليل التوارد والتمانع ، وفيهما ضعف).
قال : وأما شمول قدرته ما مرّ من الاختلاف كان في شمول قدرة الله تعالى بمعنى كونه قادرا على كل ممكن سواء تعلق به القدرة والإرادة فوجد أم لا؟ فلم يوجد أصلا ، أو وجد بقدرة مخلوق ، وعلى هذا لا يتأتى اختلافات والفلاسفة ومن يجري مجراهم ممن لا يقول بكونه قادرا مختارا ، وقد يفسر شمول قدرته بأن كل ما يوجد من الممكنات فهو معلول له بالذات أو بالواسطة ، وهذا مما لا نزاع فيه لأحد من القائلين بوحدة الواجب. وإنما الخلاف في كيفية الاستناد ووجود الوسائط وتفاصيلها ، وأن كل ممكن (٢) أي إلى أي ممكن يستند حتى ينتهي إلى الواجب ، وقد تفسر شمول قدرته بأن ما سوى الذات والصفات من الموجودات واقع بقدرته وإرادته ابتداء بحيث لا مؤثر سواه ، وهذا مذهب أهل الحق من المتكلمين ، وقليل ما هم ، وتمسكوا بوجوه.
الأول : النصوص الدالة إجمالا على أنه خالق الكل لا خالق سواه (٣) وتفصيلا على أنه خالق السموات والأرض ، والظلمات والنور (٤) ، والموت والحياة ، وغير ذلك من الجواهر والأعراض.
__________________
(١) في (ج) أو بوسط.
(٢) في (أ) بزيادة (أي).
(٣) قال تعالى : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ). الأنعام آية ١٠٣.
(٤) قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) الأنعام آية رقم ١