مخالفة الفلاسفة
(قال : وخالفت الفلاسفة :
في الأفلاك والعناصر وما فيها من الحوادث بل فيما سوى العقل الأول. وقد سبق والصائبة والمنجمون في حوادث هذا العالم حيث أسندوها إلى الأفلاك والكواكب بما لها من الأوضاع والحركات الطبيعية حيث أسندوها إلى الأمزجة والطبائع. وغاية متشبثهم الدوران.
والمعتزلة في الشرور والقبائح والأفعال الاختيارية للحيوانات وسيأتي).
وخالفت الفلاسفة القول ، بأنه لا مؤثر في الوجود سوى الله تعالى ، مذهب البعض من أهل السنة كالأشاعرة (١) ومن يجري مجراهم ، وخالف فيه أكثر الفرق من المليين وغيرهم.
فذهبت الفلاسفة إلى أن الصادر عنه بلا واسطة هو العقل الأول (٢) ، وهو مصدر عقل ونفس وفلك ، وهكذا ترتيب المعلولات مستندا بعضها إلى البعض.
فالفاعل للأفلاك عقول ، ولحركاتها نفوس ، وللحوادث بعض هذه المبادي أو
__________________
(١) الأشاعرة : نسبة إلى ابى الحسن الأشعريّ مؤسس الفرقة ، ويرى البعض أن مذهب الأشاعرة مذهب أهل السنة والجماعة ، والأشعرية ، هم تلاميذ الأشعريّ الذين تخرجوا عليه وغيرهم ممن جاء بعده ، وذهب مذهبه. ومنهم الباقلانيّ وابن فورك والأسفرايينيّ والقشيريّ والجوينيّ ، وإمام الحرمين والغزالي ، والأشعرية ، وإن كانوا يذهبون مذهب إمامهم في ان العقل يستطيع إدراك وجود الله إلا أنه ليس للعقل عندهم ما له من شأن عند المعتزلة فهو لا يوجب تحسينا ولا تقبيحا.
الموسوعة العربية الميسرة ص ١٦٦.
(٢) ـ الموجود الأول الصادر عن ذات الله تعالى ـ في نظر الفلاسفة ـ هو العقل الأول ، وهو ممكن الوجود بذاته. واجب الوجود بالكائن الأول ، أي الله ، وعلى هذا فالكائنات كلها ما خلا الله ممكن الوجود الفعلي من جهته هوياتها ولكي توجد بالفعل لا بد لها من علة فاعلة هي الله.
راجع الفلسفة العربية ج ٢ ص ١١٤.