أنه علم بالمحسوس على ما سبق ذكره لجواز أن يكون مرجعهما إلى صفة العلم ، ويكون السمع علما بالمسموعات ، والبصر علما بالمبصرات.
فإن قيل : هذا إنما يتم لو كان الكل نوعا واحدا من العلم لا أنواعا مختلفة على ما مرّ في بحث العلم.
قلنا : يجوز أن يكون له صفة واحدة هي العلم ، لها تعلقات مختلفة هي الأنواع المختلفة ، بأن تتعلق بالبصر (١) مثلا تارة بحيث تحصل له حالة (٢) إدراكية تناسب تعلقنا إياه ، وتارة (٣) بحيث تحصل حالة إدراكية تناسب إبصارنا إياه.
(قال :
وعند الفلاسفة وبعض المعتزلة حياته كونه يعلم ويقدر ، وسماعه وإبصاره علمه بالمسموعات والمبصرات).
قال : وعند الفلاسفة على هذا لا يلزم ثبوت صفة زائدة فضلا عن تعددها ، وإلى هذا ذهب الكعبيّ وجماعة من معتزلة بغداد ، والأكثرون على أن كونه سميعا بصيرا غير كونه عالما.
واتفق كلهم على نفي الصفة الزائدة على الذات.
__________________
(١) في (ب) بالمبصر بدلا من (البصر).
(٢) سقط من (ب) لفظ (له).
(٣) في (ب) وتأثره بدلا من (تارة).