وثالثها : أنه سمع من جهة لكن بصوت غير مكتسب للعباد على ما هو شأن سماعنا ، وحاصله أنه أكرم موسى عليه الصلاة والسلام ، فأفهمه كلامه بصوت تولى بخلقه(١) من غير كسب لأحد من خلقه ، وإلى هذا ذهب الشيخ أبو منصور الماتريديّ (٢) ، والأستاذ أبو إسحاق الأسفراينيّ (٣).
قال الأستاذ : اتفقوا على أنه لا يمكن سماع غير الصوت إلا أن منهم من بت القول بذلك ، ومنهم من قال لما كان (٤) المعنى القائم بالنفس معلوما بواسطة سماع الصوت كان مسموعا ، فالاختلاف لفظي لا معنوي ـ قوله ـ.
__________________
(١) في (أ) بخلق بدلا من (بخلقه).
(٢) هو محمد بن محمد بن محمود ، أبو منصور الماتريديّ من أئمة علماء الكلام نسبته إلى ما تريد (محلة بسمرقند) من كتبه التوحيد ، وأوهام المعتزلة والرد على القرامطة ، وكتاب الجدل. مات بسمرقند عام ٣٣٣ ه راجع مفتاح السعادة ٢ : ٢١ والجواهر المضيئة ٢ : ١٣ ، وفهرس المؤلفين ٢٦٤.
(٣) هو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران أبو إسحاق : عالم بالفقه والأصول كان يلقب بركن الدين نشأ في اسفرايين ثم خرج إلى نيسابور وبنيت له مدرسة عظيمة فدرس فيها ورحل إلى خراسان وبعض أنحاء العراق فاشتهر له كتاب الجامع في أصول الدين خمسة مجلدات له مناظرات مع المعتزلة مات نيسابور عام ج ٤١ ه راجع وفيات الأعيان ١ : ٤ وشذرات الذهب ٢ : ٢٠٩.
(٤) في (ب) كما بدلا من (لما).