وأجاب بعض المعتزلة بأن لنا أصلا جليلا تنحل به أمثال هذه الشبه ، وهو أنه قد يستقبح الفعل في (١) بادئ النظر مع أن فيه حكم ومصالح إذا ظهرت عاد الاستقباح استحسانا كما في قصة موسى مع الخضر عليهماالسلام من خرق السفينة وقتل الغلام ، وكما في تعذيب الإنسان ولده أو عبده للتأديب والزجر عن بعض المنكرات. وعلى هذا ينبغي أن يحمل كل ما لا يدرك فيه جهة حسن من أفعال الباري تعالى وتقدس وإليه الإشارة بقوله تعالى : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) (٢).
حيث تعجب الملائكة من خلق آدام عليهالسلام ، وبه تبين حسن خلق المؤذيات ، وإبليس وذريته ونحو ذلك.
قلنا : إذا تأملتم فهذا الأصل عليكم لا لكم والله أعلم.
__________________
(١) في (ب) العقل بدلا من (الفعل).
(٢) سورة البقرة آية رقم ٢٠.