فإن قيل : تمسك الفريقين بالآيات والحديث مما لا يكاد يصح ، لأن النزاع ليس في ا س م بل في إفراد مدلوله من مثل السماء والأرض والعالم والقادر والاسم والفعل وغير ذلك على ما يشهد به كلامهم ألا يرى أنه لو أريد الأول لما كان للقول بتعدد أسماء الله تعالى وانقسامها إلى ما هو عين أو غير أو لا عين ولا غير معنى ، وبهذا يسقط ما ذكره الإمام الرازي من أن لفظ الاسم مسمى بالاسم لا الفعل والحرف. فههنا الاسم والمسمى واحد ولا يحتاج إلى الجواب بأن الاسم هو لفظ الاسم من حيث إنه دال وموضوع ، والمسمى هو من حيث إنه مدلول وموضوع له بل فرد من أفراد الموضوع له فتغايرا (١).
قلنا : نعم إلا أن وجه تمسك الأولين أن في مثل (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ) (٢) أريد بلفظ الاسم الذي هو (٣) من جملة الأسماء مسماه الذي هو اسم من أسماء الله تعالى ، ثم أريد به مسماه الذي هو الذات الإلهية (٤) ، إلا أنه يرد إشكال الإضافة ، ووجه تمسك الآخرين ، أن في قوله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٥) أريد بلفظ الأسماء مثل لفظ الرحمن ، والرحيم ، والعليم ، والقدير ، وغير ذلك مما هو غير لفظ الأسماء ، ثم إنها متعددة فيكون غير المسمى الذي هو ذات الواحد الحقيقي ، الذي لا تعدد فيه أصلا.
فإن قيل : قد ظهر أن ليس الخلاف في لفظ الاسم ، وأنه في اللغة موضوع للفظ الشيء أو لمعناه (٦) ، بل في الأسماء التي من جملتها لفظ الاسم ، ولا خفاء في أنها أصوات وحروف مغايرة لمدلولاتها ، ومفهوماتها (٧) ، وإن أريد بالاسم المدلول ،
__________________
(١) سقط من (أ) فتغايرا
(٢) سورة الأعلى آية رقم ١
(٣) سقط من (ب) لفظ (هو)
(٤) سقط من (ب) لفظ (الإلهية)
(٥) سورة الأعراف آية رقم ١٨٠
(٦) سقط من (أ) لفظ (أو لمعناه)
(٧) سقط من (ب) لفظ (ومفهوماتها)