الملكانية (١) ، وبطريق الإشراق كما تشرق الشمس من قوة على بلور عند النسطورية (٢) ، وبطريق الانقلاب لحما ودما بحيث صار الإله هو المسيح عند اليعقوبية (٣).
ومنهم من قال : ظهر اللاهوت (٤) بالناسوت (٥) ، كما يظهر الملك في صورة البشر ، وقيل : تركب اللاهوت والناسوت كالنفس مع البدن.
وقيل : إن الكلمة قد تداخل الجسد (٦) فيصدر (٧) عنه خوارق (٨) للعادات.
وقيل : تفارقه فتحله الآلام والآفات إلى غير ذلك من الهذيانات.
وأما المنتمون إلى الإسلام ، فمنهم بعض غلاة الشيعة (٩) القائلون ، بأنه لا
__________________
(١) الملكانية : أصحاب ملكا الذي ظهر بأرض الروم واستولى عليها ومعظم الروم ملكانية قالوا : إن الكلمة اتحدت بجسد المسيح وتدرعت بناسوته ويعنون بالكلمة أقنوم العلم ويعنون بروح القدس قنوم الحياة.
(٢) النسطورية : أصحاب نسطور الحكيم الذي ظهر في زمان المأمون وتصرف في الأناجيل بحكم رأيه ، وإضافته إليهم إضافة المعتزلة إلى هذه الشريعة. قال : إن الله تعالى واحد ذو أقانيم ثلاثة الوجود ؛ والعلم والحياة. وهذه الأقانيم ليست زائدة على الذات ولا هي هو ... الخ.
(٣) اليعقوبية : أصحاب يعقوب قالوا بالأقانيم الثلاثة إلا أنهم قالوا انقلبت الكلمة لحما ودما فصار الإله هو المسيح. وهو الظاهر بجسده بل هو هو وعنهم أخبرنا القرآن الكريم «لقد كفر الذين قالوا : إن الله هو المسيح ابن مريم. سورة المائدة آية ٧٢.
راجع الملل والنحل للشهرستاني ج ٢ ص ٢٨ ، ٢٩ ، ٣٠.
(٤) اللاهوت : كلمة سريانية بمعنى الألوهية. وقيل أصله لاه. بمعنى إله زيدت فيه الواو والتاء.
(٥) الناسوت : كلمة سريانية الأصل ومعناها طبيعة الإنسان وقيل أصلها الناس زيد في آخرها واو وتاء مثل ملكوت وجبروت.
(٦) في (ب) الجسم.
(٧) في (ب) فيصور وهو تحريف.
(٨) في (ب) فوارق بدلا من (خوارق).
(٩) الشيعة : هم الذين شايعوا عليا رضي الله عنه على الخصوص ، وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصية ، إما جليا ، وإما خفيا ، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده وإن خرجت فبظلم يكون من غيره ، أو تقية من عنده ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوبا عن الكبائر والصغائر وهم خمس فرق منهم الغالية وهم الذين غلوا في حق أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخلقية وحكموا فيهم بأحكام الالهية. فربما شبهوا واحدا من الأئمة بالإله. الخ.
راجع ما كتبه الشهرستاني عنهم في كتابه الملل والنحل ج ٢ ص ١٧٣.