والمتكلم وغير ذلك. مع اختلاف في البعض ، وفي كونها غير الذات ، بعد الاتفاق على أنها ليست عين الذات ، وكذا في الصفات بعضها مع بعض ، وهذا لفرط تحرزهم عن القول بتعدد القدماء ، حتى (١) منع بعضهم أن يقال : صفاته قديمة ، وإن كانت أزلية ، بل يقال هو قديم بصفاته وآثروا أن يقال هي قائمة بذاته أو موجودة بذاته. ولا يقال هي فيه أو معه أو مجاورة له (٢) أو حالة فيه ، لإيهام التغاير ، وأطبقوا على أنها لا توصف بكونها أعراضا.
وخالف في القول بزيادة الصفات أكثر الفرق كالفلاسفة والمعتزلة ، ومن يجري مجراهم من أهل البدع والأهواء ، وسموا القائلين بها بالصفاتية (٣) ، ثم اختلفت عباراتهم فقيل : هو حيّ عالم قادر لنفسه ، وقيل بنفسه. وقيل لكونه على حالة هي أخص صفاته ، وقيل لا لنفسه ، ولا لعلل. وكلام الإمام (٤) الرازي في تحقيق إثبات الصفات ، وتحرير محل النزاع ، ربما يميل الى (٥) الاعتزال.
قال في المطالب العالية (٦) : أهم المهمات في هذه المسألة ، البحث عن محل الخلاف فمن المتكلمين من زعم أن العلم صفة قائمة بذات العالم ، ولها تعلق بالمعلوم فهناك أمور ثلاثة : الذات والصفة والتعلق ، ومنهم من زعم أن العلم صفة توجب العالمية ، وأن هناك تعلقا بالمعلوم من غير أن يعين أن المتعلق هو العلم أو العالمية ليكون هناك أمور أربعة ، أو كلاهما ليكون هناك أمور خمسة : ثم قال :
وأما نحن فلا نثبت إلا أمرين الذات والنسبة المسماة بالعالمية ، وندعي أنها أمر زائد على الذات ، موجود فيه للقطع ، بأن المفهوم من هذه النسبة ليس هو المفهوم من
__________________
(١) في (ب) حيث بدلا من (حتى).
(٢) سقط من (ب) لفظ (له).
(٣) الصفاتية : يثبتون لله تعالى صفات أزلية ، ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل ، حتى لقد بلغ بعضهم في إثبات الصفات الى حد التشبيه. والمعتزلة : يقولون ينفي الصفات لامتناع تعدد القديم. لذلك قيل : إن المعتزلة ، نفاة الصفات معطلة الذات.
(٤) في (أ) بزيادة لفظ (الإمام).
(٥) في (ب) سقط؟ حرف الجر (إلى).
(٦) المطالب العالية : كتاب في الكلام للإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي المتوفي سنة ٦٠٦ ه وشرحه عبد الرحمن المعروف (بجلبي زاده).