وتدل على امامته وخلافته عن الرسول الاكرم ، ويستفاد منها انحصار الامامة والخلافة فيه وان غيره من المتصدين لهذا المنصب من الثلاثة ومن بعدهم من بني امية وبني العباس عليهم آلاف اللعن والعذاب غاصب ضال مضل يتبوأ مقعده من النار ، ودلالة الآية الشريفة على المدعى موقوفة على استفادة الحصر من الكلمة.
ولذا أورد الرازي (١) على الاستدلال بأن هذه الكلمة لا تكون للحصر ولذا نرى استعمالها في غير الحصر لاحظ قوله تعالى (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ)(٢).
ولا شك ان الحياة الدنيا لها أمثال أخر ولاحظ قوله تعالى (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)(٣). والحال انه لا شك في أن اللهو واللعب قد يحصلان في غيرها.
ويرد عليه : اولا النقض بقوله تعالى (وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ)(٤) وقوله سبحانه (وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ)(٥) فان دلالة كلمة الا على الحصر غير قابلة للانكار فما يجيب الرازي عن الآيتين؟ وكل ما يجيب عنهما نجيب به عن النقض الذي ذكره في المقام فان أجاب بأن القرينة قائمة على عدم دلالة كلمة الا على الحصر ، نقول الكلام هو الكلام فلا يكون نقضه دالا على عدم كون كلمة انما دالة على الحصر.
وثانيا : نجيب بالحل ونقول أما قوله تعالى (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) فالحصر المستفاد منه مطابق للواقع وقول الرازي ان اللهو واللعب يوجدان في غير الحياة الدنيا مدفوع بأن الحياة الدنيا محصورة في اللهو واللعب فلا ينافي
__________________
(١) التفسير الكبير ، ج ١٢ ، طبع مصر ، ص ٣٠
(٢) يونس / ٢٤
(٣) محمد / ٣٦
(٤) الانعام / ٣٢
(٥) العنكبوت / ٦٤