هو التفصيل فان الخطاب اذا كان حقيقيا اريد به افهام المخاطب لا يجوز أن يكون المخاطب معدوما أو غائبا بل لا يجوز مع الحاضر اذا كان غافلا وأما الخطاب اذا كان انشائيا يمكن أن يخاطب به المعدوم أو الغائب بل يجوز التخاطب مع الحيوان والنبات والجماد كقول الشاعر ، «يا كوكبا ما كان أقصر عمره الخ».
الوجه الثالث : ان ادوات الخطاب ، هل وضعت للخطاب الحقيقي أم وضعت للخطاب الانشائي ، وبهذا الاعتبار يمكن أن يقع المقام مورد البحث فان قلنا انها موضوعة للخطاب الحقيقي لا يمكن شمولها للمعدومين ولا الغائبين بل لا تشمل الحاضرين الغافلين وان قلنا انها موضوعة للخطاب الانشائي فهي قابلة لأن تشمل الغائبين والمعدومين ، والحق انها موضوعة للخطاب الانشائي والدليل عليه استعمالها في غير الحقيقي بلا رعاية علاقة.
ان قلت : لعل الرعاية ارتكازية ، قلت : بعد الفحص والتأمل لا نجد رعاية علاقة في انفسنا مضافا الى أنه لو لم يشمل الغائبين والمعدومين لا يشمل إلّا من كان حاضرا في مجلس الخطاب كمسجد النبي وكان ذاكرا وملتفتا وهل يمكن الالتزام به فعلى كل تقدير لا يمكن الالتزام بكون الخطاب حقيقيا بل انشائي ولو بالعناية.
ان قلت : ان الله تعالى محيط ومع كونه محيطا لا مانع من الخطاب الحقيقي.
قلت : القصور في ناحية المخاطب لا في جانبه تعالى وعدم القابلية الناشئة من المخاطب لا يوجب نقصا في ناحيته تعالى وتقدس.
وقد ذكرت ثمرتان للنزاع المذكور :
الثمرة الاولى : ان الظواهر حجة للغائبين بل المعدومين بالخصوص حيث ان المفروض شمول الخطاب لهم وأما على القول بعدم وضعها للخطاب الانشائي فلا يشملهم.
وأورد على هذه الثمرة صاحب الكفاية : بأن اثباتها يتوقف على امرين :