قاطعون بوجود الجاهل القاصر بالحس والعيان ، والاستدلال ببعض الظواهر في مقابل ذلك كما ترى.
قوله : وقضية مناظرة زرارة وغيره مع الإمام (عليهالسلام) في ذلك مذكورة في الكافي (١).
(١) بل وقضايا كثيرة من زرارة وأبي بصير وأبان وسفيان بن سمط وغيرهم مما يقرب التواتر في باب أهل الضلال وباب المستضعف وباب أصحاب الأعراف وباب المرجون لأمر الله وغيرها من كتاب الكفر والإيمان ، من شاء فليراجع إليها ما نقلناها مخالفة التطويل.
وأيضا اشتمل قضية زرارة على أنّ الكافر في النار إلّا أن يشاء الله ، فبقرينة الاستثناء يمكن الخدشة في المقدمة الثانية أيضا ، لكنه يظهر من جملة من تلك الروايات أنّ الذين نشئوا في بلاد الإسلام واختلفوا مع المسلمين كلهم مقصّرون لو لم يؤمنوا ، إلّا أنّ ذلك لا ينافي مطلوبنا من وجود القاصر كما لا يخفى ، ولعل الإجماع المنعقد على أنّ المخطئ في العقائد غير معذور محمول على مثل هذه الأشخاص لا كل أحد ولا كل مجتهد باذل جهده بزعمه كما ذكره في المتن ، لأنّا نعلم أنّ في أقطار الأرض أشخاصا يبذلون جهدهم في تحصيل العقائد الحقة ولا يظفرون بها لبعدهم عن بلاد الإسلام والشيعة وعن التفطن لمقدمات العقائد الحقة ، بل قد يتفق أنهم لا يحتملون حقية مذهب الإسلام أو مذهب الشيعة الإمامية ، ولا يمكن إنكار ذلك فإنّي رأيت رجلا من أهل بعض نواحي الشامات وكان من عساكر السلطان واقفا في صحن حضرة أبي الأئمة أمير المؤمنين (عليهالسلام) متعجبا من كثرة الجماعات والصلوات هناك
__________________
(١) فرائد الأصول ١ : ٥٧٦.