في السجن بحيث إنّ بعض السجناء كان يبقى سنوات عديدة حتى يأتي عليه النسيان.
والمصطلح الآخر هو «الحبس» الذي استعمل في القرآن الكريم في موردين ، ولكن ليس في معنى السجن ، وإنّما استعمل في هذا المعنى في الأحاديث الإسلامية كثيراً (١).
مصطلح «الإمساك» الذي استعمل في مورد واحد في القرآن المجيد بمعنى السجن ، وهو مورد النساء اللاتي يأتين الفاحشة ، وذلك قبل نزول حكم حدِّ الزنا (الجلد) ، وقد ورد هذا التعبير في الآية ١٥ من سورة النساء وسيأتي تفصيل الكلام عنه لاحقاً.
مصطلح «النفي» عن «الأرض» الذي ورد في الآية ٣٣ من سورة المائدة وفسّره البعض بالسجن.
وكذا مصطلح «الإرجاء» الذي ورد في سورة الأعراف الآية ١١١ في قصة موسى وفرعون ، حيث يعتقد البعض أنّه بمعنى السجن ، وذلك عندما اقترح ملأ فرعون عليه أن يرجيء موسى وأخاه هارون حتى يجمع السحرة ، قال تعالى : (قَالُوا ارْجِهْ وَاخَاهُ وَارسِلْ فِى الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ).
ولكن أغلب المفسرين لم يفسر الإرجاء بهذا المعنى ، بل قالوا إنّ معناه التأخير ، وبالالتفات إلى المعجزات التي جاء بها موسى أمام فرعون ، واستعداد فرعون لنزال السحرة مع موسى ، يستبعد جدّاً أن يكون فرعون قد حبس موسى وهارون عليهماالسلام.
وعلى أيّة حال ، فإنّ المتيقن أنّه يوجد في القرآن المجيد مورد واحد على الأقل من موارد حكم السجن ، وكما أشرنا آنفاً فإنّه ذكر بعبارة «الإمساك» حيث يقول عزوجل : (وَالَّلاتِى يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسائِكُمْ فَاستَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَربَعَةً مِّنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَامْسِكُوهُنَّ فِى الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوفَاهُنَّ الْمَوتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً). (النساء / ١٥)
والمعروف بين المفسرين هو أنّ هذه الآية ناظرة إلى عقاب النساء اللاتي يرتكبن الزنا ، قبل نزول حكم حدِّ الزنا وهنا ذكر حكمهن وهو السجن المؤبد ، وإن تبدل هذا الحكم فيما بعد إلى حكم الجلد أو الرجم.
__________________
(١) راجع كتاب ميزان الحكمة ج ٢ ص ٢٤٦ ـ ٢٥١ للاطلاع على تلك الأحاديث ، حيث ذكرت أبواب مختلفة فيمن يجوز حبسه ومن يحكم عليه بالحبس المؤبد وكذلك حقوق المحبوسين وموارد حرمة الحبس.