المجموعات محدود جدّاً وقليل.
ومن هنا يتضح لنا عظمة وأهميّة هذه الفريضة الإسلاميّة من جهة ، وجماهيرية الحكومة الإسلامية من جهة أخرى.
ولكن هذا لا يعني أن يتصرف جميع النّاس وكأنّهم رجال شرطة ، بل إنّ وظيفتهم على مستوى الدّعوة إلى الخيرات ومكافحة المنكرات والشّرور عن طريق النّصح والموعظة ، وأحياناً عن طريق قطع الرّوابط والعلاقات الاجتماعيّة مع الفاسدين والمفسدين.
٢ ـ قد أشرنا في بحث التعزيرات إلى أنّها قسمٌ من أقسام الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، وهو نفس القسم الذي يجرى من قبل الحاكم الشرعي والذي لا يحق للآخرين التدّخل فيه ، وكما جاء هناك ، فإنّ التّعزير بمعنى المنع من ارتكاب الذنب أو الحدّ من الاستمرار على ارتكابه أو تكراره ، وفي هذه الطريق لابدّ من الإستفادة من قاعدة الاسَهَل فالأسَهل: أي ينبغي البدء بالمراحل البسيطة أولاً ، فإن لم تقع مؤثرة انتقل إلى المراحل المعقدة والخشنة.
فيبدأ بالتذكير الأخوي أو الأبوي ، ثّم العتاب الخفيف ، ثُمّ الشّديد ، ثُمّ عدم الإكرام وقطع الرّوابط ، وفي النّهاية الحبس والجلد والغرامات المالية والتوبيخات الاجتماعيّة وأمثال ذلك ، فهذه هي المراحل في طريق التعزير عن المنكر ، وبعبارة أُخرى المصاديق المختلفة للأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
ولهذا فإنّ العلماء يعتمدون على أدلة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر في الفقه عندما يبحثون الحدود والتّعزيرات لإثبات مشروعيتها.
٣ ـ لا يمكن إنكار تأثير فريضتي «الأمر بالمعروف» و «النّهي عن المنكر» في تأمين العدالة الاجتماعيّة وإجراء القوانين ومحاربة المنكرات والحدِّ من الجنايات وتقليل عدد السّجناء ، وتطوير الثّقافة الاجتماعّية ، وقد أثبتت التجارب أنّ المجتمعات التي تؤدّي هاتين الوظيفتين بشكل صريح وقاطع ومدروس ، تكون عادة مجتمعات نظيفة وسليمة ويعم الأمن والأمان فيها ، وبالعكس فإنّ المجتمعات الّتي نسيت هاتين الوظيفتين والتي وقفت