وكان لبعض الأعاظم مثل «الصاحب بن عبّاد» كتبٌ بعدد كتب كل مكتبات أوربا! ولم يكن في أي بلد من بلدان العالم ـ إلّاالصين أيّام «مينك هوانك» ـ شوق وشغف بجمع الكتب نظير ما كان عند المسلمين في الفترة ما بين القرن الثامن وحتى القرن الحادي عشر الميلادي (الثاني ـ الخامس الهجري) وقد وصلت الحياة الثّقافيّة للمسلمين إلى أوجها في تلك الفترة (١).
لقد كانت الدوّل الإسلاميّة مهداً للعلم والحضارة والثقافة في القرون الوسطى وفي أكثر القرون حيث كان الأوربيون يعيشون في أحلك فترات تاريخهم المظلم.
* * *
ولكي لا نبتعد عن صلب الموضوع ، نقول : إنّ الهدف هو أن يتضح مدى تأثير تعاليم الإسلام في تطور التّربية والتّعليم وتأسيس المكتبات وانتشار العلم والمعرفة ، ومن هنا تتضح لنا خطورة مسؤولية الحكومة الإسلاميّة في هذا الأمر المهم.
* * *
__________________
(١) قصّة الحضارة ، ول ديورانت ، ج ٤ ، ص ٣٠٤.