نسخة من «تاريخ الطبري» وقيل أن عدد الكتب في تلك المكتبة بلغ ٠٠٠ / ٦٠٠ / ١ كتاب منها ٦٥٠٠ نسخة في النّجوم والهندسة والفلسفة (١).
يقول «ول ديورانت» في كتابه «تاريخ الحضارة» : كانت مكتبات الخلفاء الفاطميين تضم مئات الكتب المزينة بالنقوش من جملتها (٢٤٠٠) نسخة من القرآن ، وكان في «مكتبة الخليفة» في القاهرة ٠٠٠ / ١٠٠ كتاب في عهد الخليفة «الحاكم بأمر الله» و ٠٠٠ / ٢٠٠ كتاب في عهد الخليفة «المستنصر» (٢).
ومتى ما قارنا بين هذه الأعداد وبين أعداد الكتب في المكتبات اليوم في كثير من البلدان ، نلاحظ تفاوتاً واضحاً بينها ، مع أنّ أمر طبع ونشر الكتب اليوم أسهل بكثير من ذلك الوقت خصوصاً مع تطور وسائل الطّباعة الكبير ، حيث لم يكن في السّابق إلّاالكتب المخطوطة ، وهذا التفاوت في الأعداد والأرقام مسألة مهمّة لابدّ من دراستها ، ونختم هذا الحديث بعبارة أخرى للمؤرخ الشّهير «ول ديورانت» حيث يقول : كانت أغلب المساجد تشتمل على مكتبة ، وكان في أكثر المدن أيضاً توجد مكتبة عامة تحتوي على عدد كبير من الكتب ، تفتح أبوابها لطلّاب العلم ... وكان فهرست مكتبة «الريّ» فقط عشرة مجلدات ، وكان روّاد مكتبة «البصرة» يحصلون على مخصصات وإعانات مالية!
وكان «ياقوت الحموي» الجغرافي الشهير قد قضى ثلاث سنوات في مكتبة «مرو» و «خوارزم» لجمع المعلومات لكتابه «معجم البلدان» ، وعندما خرَّب المغول «بغداد» كان في بغداد ستة وثلاثون مكتبة عامة ، غير المكتبات الخاصة العديدة ، إذ كان المتعارف أن يكون لكل من الأغنياء مكتبة تضم عدداً من الكتب!
ولقد دعى «أمير بخارى» طبيباً معروفاً إلى بلاطه ، فلم يستجب الطبيب لدعوته واعتذر بأنّه يحتاج إلى أربعمائة بعير! لحمل كتبه ، وعندما توفي «الواقدي» ترك ستمائة صندوق مملوءة بالكتب ، يلزم لحمل كل منها رجلين.
__________________
(١) تاريخ الحضارة «ول ديورانت» ، ج ٣ ، ص ٢٣١.
(٢) المصدر السابق ، ج ٤ ، ص ٣٦٧.