(بلا استثناء) يمكن التّوسل بأيّة وسيلة (بلا استثناء) ، ولذا فإنّهم يوجهون الحروب المدمِّرة الدامية من أجل الحفاظ على مصالحهم الإقتصاديّة ، فيذهب آلآف النّاس ضحيّة من أجل عدم تضرر مصالحهم بأقل ضرر.
أمّا أتباع الأديان السّماويّة ، فهم ينكرون هذه العمومية في الشّقين معاً ، أي أنّه لا يكفي كل هدفٍ لتبرير وتجويز الوسيلة ، كما أنّه ليست كل وسيلة مجازة وإن كان الهدف سامياً ، فالحاكم هنا هو قانون «الأهم والمهم» ، تلك الأهميّة المقررة عقلاً وشرعاً ، لا كلّ أهميّة وإن كانت مصلحة شخصيّة ، وهوى وهوَساً شيطانيّاً.
فقانون الأهم والمهم ليس أمراً يمكن إنكاره ـ فمثلاً يجوز ضرب وجه من استعمل الترياق ويريد النّوم ـ ذلك النّوم الذي يؤدّي بحياته ـ بعدة صفعات على خدّه ليفيق من نومه من أجل إنقاذه من الموت ، وأكبر من ذلك يمكن أخذ الضّرائب المالية من النّاس من أجل إعداد القوة المناسبة لحفظهم من أخطار الأعداء وغزوهم ، أو حبس كلّ أفراد المجتمع في منازلهم لعدة أيّام ، لتلقيحهم بلقاح ينقذهم من وباءٍ خطير يهدد حياتهم جميعاً.
هذا ما يقوله أتباع مدرسة الأنبياء عليهمالسلام ، بينما نجد أنّ أتباع المدارس الماديّة الإلحادية لا يشترطون أي شرط لتطبيق قاعدتهم ، فيجيزون كل وسيلة للوصول إلى أي هدف من أهدافهم.
وبهذا ينتهي الجزء العاشر من نفحات القرآن والذي تناول البحث حول الحكومة والولاية ، وبهذا تنتهي الدورة الكاملة في المعارف والعقائد الإسلاميّة من وجهة نظر القرآن الكريم وعلى أساس التّفسير الموضوعي في عشرة أجزاء. نشكر الله ونحمده على هذا التّوفيق الذي شملنا لأداء هذا الأمر المهم.
إلهنا : تقبل منا جميعاً هذا المجهود المتواضع واجعله ذخراً لنا في يوم الجزاء ، ووفق كلّ من يود الإطلاع على المعارف والعقائد الإسلاميّة من وجهة نظر القرآن الكريم ، للإطّلاع عليه.
|
تمّ في آخر شهر صفر يوم ذكرى استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام سنة ١٤١٦ ه ق |