٢ ـ ونقرأ في حديث آخر عن «الحسين بن خالد» أنّه قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : إنّ عبد الله بن بكير كان يروي حديثاً وأنا أحسب أنّه عرضه عليك ، فقال : ما ذلك الحديث؟ قلت : قال ابن بكير : حدثني عبيد بن زرارة قال : كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام أيّام خروج محمد بن عبدالله بن الحسن (١) إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له : جعلت فداك إنّ محمد بن عبدالله قد خرج فما تقول في الخروج معه؟ فقال : «اسكنوا ما سكنت السماء والأرض» ، فقال عبد الله بن بكير : فإن كان الأمر هكذا ولم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض فما من قائم وما من خروج ، فقال أبوالحسن عليهالسلام : «صدق أبوعبدالله عليهالسلام وليس الأمر على ما تأوله ابن بكير ، إنّما عنى أبوعبدالله عليهالسلام اسكنوا ما سكنت السماء من النداء» (النداء الخاص الذي يأتي من السماء قبل قيام القائم عليهالسلام) ، والأرض من الخسف بالجيش (أي السفياني الّذي يحكم قبيل ظهور المهدي عليهالسلام) (٢).
ويستفاد من هذا الحديث أيضاً أنّه لا ينبغي الثّورة قبل قيام المهدي عليهالسلام.
٣ ـ وفي حديث آخر عن سُدَيْر من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ، أنّ الإمام عليهالسلام قال له : «الزَمْ بَيتكَ وَكُنْ حَلَسَاً مِن أحْلاسِهِ ، وَاسْكُنْ ما سَكَنَ الليلُ والنَّهار ، فاذا بَلغك أنْ السُفياني قَد خَرَجَ فارحَل إلينا وَلوَ عَلى رِجلِك» (٣).
«السفياني» : أحد الجلادين والحكام الظالمين ويظهر قبل قيام المهدي عليهالسلام ، ويرسل الجيوش إلى مناطق مختلفة ، من جملتها الجيش الذي يبعثه إلى المدينة المنوّرة فيصل إلى الصحراء القريبة من المدينة ، فتحدّث زلزلة هناك وتنشق الأرض لتبتلعه وجيشه!.
وهناك روايات كثيرة اخرى بنفس هذا المضمون ، وهو عدم جواز القيام ما لم تظهر علامات ظهور المهدي عليهالسلام ، كرواية «عمرو بن حنظلة» عن الإمام الصادق عليهالسلام ، ورواية المعلى بن خنيس عنه عليهالسلام ، ورواية جابر عن الإمام الباقر عليهالسلام (٤) ، و....
__________________
(١) محمد بن عبدالله بن الحسن ، حفيد الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ثار أيام المنصور العباسي ، وبايعه جمع غفير ، استولى على مكة والمدينة واليمن ، لكن المنصور أرسل إليه جيشاً جراراً تغلب عليه ونال بدوره الشهادة ، وهو معروف بالنفس الزكية ، كانت شهادته في رمضان سنة ١٤٥ للهجرة (تتمة المنتهى ، ص ١٣٥ فما بعدها).
(٢) وسائل الشيعة ، ص ٣٦ ، ح ٣.
(٣) المصدر السابق ، ص ٣٦ ، ح ٣.
(٤) وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٣٥ و ٤١.