الأكثر ، وقد أقر جُل الأصحاب بعظمة مكانة زيد» (١).
فحينما تكون كل ثورة قبل المهدي عليهالسلام ثورة ضلال وشرك ، فكيف يمكن الثناء على ثورة زيد بن على عليهالسلام ، وتمجيدها؟!
والنموذج الآخر هو الروايات التي جاءت في مدح الحسين بن علي شهيد فخ.
وكان الحسين بن علي هذا من أحفاد الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، ثار في أيّام الخليفة العباسي (موسى الهادى) سنة ١٦٩ ه ، توجه من المدينة إلى مكة للحج في ذلك العام ، وحينما وصل مع أنصاره أرض «فخ» قريباً من مكة ، حدثت معركة ضارية بينه وبين أنصاره من جهة ، وبين عمال وجنود الخليفة العباسي من جهة اخرى ، فاستشهد الحسين بن علي مع جماعة من أنصاره في هذه المعركة ، وهو الذي عدّه دعبل الخزاعي في أبياته المعروفة «مدارس آيات» باعتباره شهيداً من شهداء أهل البيت عليهالسلام ، ولم يعترض الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام على قوله :
قُبورٌ بكوفان وأُخرى بِطيبةٍ |
|
واخرى بِفَخِّ نالها صَلَواتي |
ونقرأ في حديث عن الإمام التاسع ، (الإمام الجواد عليهالسلام) : بينما كان النبى صلىاللهعليهوآله يجتاز أرض فخ إذ نزل وصلى ، وبينما هو في الركعة الثانية أخذته العبرة ، فبكى بكاءً أبكى من معه ، وحينما انتهت الصلاة ، سألوه صلىاللهعليهوآله عن سبب بكائه ، فقال صلىاللهعليهوآله : لقد جاءني جبرائيل وقال لي : «أي محمد! إنّ رَجلاً مِن ولِدك يُقتل في هذا المكان ، أجر الشهيد معه ، أجر شهيدين» (٢).
بل جاء في حديث عن الإمام الجواد عليهالسلام أنّه قال : «لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ» (٣).
كما جاء في رواية عن الحسين بن علي (شهيد فخ) نفسه أنّه قال : «ما خرجنا حتى شاورنا موسى بن جعفر فأمرنا بالخروج» (١).
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٤ ص ٢٠٥.
(٢) تنقيح المقال ، ج ١ ص ٣٣٧ (حالات الحسين بن علي شهيد فخ) ؛ بحار الأنوار ، ج ٤٨ ، ص ١٧.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر السابق.