في قومهم (١) بكفرهم ؛ فأمر الله بقتالهم ، إلا أن يعتزلوا عن قتالهم (٢).
وقيل : قوله ـ تعالى ـ : (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ) غيرهم ممن لا يفي لكم ما كان بينكم وبينهم من العهد
(يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ) يقول : يريدون أن يأمنوا فيكم ؛ فلا تتعرضوا لهم ، ويأمنوا في قومهم بكفرهم ؛ فلا يتعرضوا لهم.
ثم أخبر ـ عزوجل ـ عن صنيعهم وحالهم ، فقال :
(كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ)
يعني : الشرك (٣).
(أُرْكِسُوا فِيها)
أي : كلما دعوا إلى الشرك فرجعوا فيها ، فهؤلاء أمر الله رسوله صلىاللهعليهوسلم بقتالهم ، وعرفه صفتهم ، إن لم يعتزلوا ولم يكفوا أيديهم عن قتالكم
(فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً)
أي : جعلنا لكم عليهم سلطان القتل وحجته.
[و](٤) في حرف ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : «ويكفوا أيديكم عن أن يقاتلوكم» وفي حرفه : «ركسوا فيها»
وفي حرف حفصة : «ركسوا فيها».
وفي حرفها : «أن يقاتلوكم ويقاتلوا قومهم».
ثم يحتمل نسخ هذه الآية بقوله : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) [البقرة : ١٩٠].
وقوله ـ تعالى ـ : (فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) بقوله ـ عزوجل ـ : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥] ؛ [لأن الفرض في القتال أول ما كان فرض أنه يقاتل من قاتلنا وبدأنا ، ثم إن الله ـ تعالى ـ قال : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ)](٥) [التوبة : ٥].
__________________
(١) في أ : قولهم.
(٢) أخرجه بنحوه ابن جرير (٩ / ٢٧) (١٠٠٧٨) (١٠٠٧٩) عن مجاهد ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٤٣) ، وزاد نسبته لابن المنذر ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه ابن جرير (٩ / ٢٨) (١٠٠٨٢) عن السدي ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٤٣) وزاد نسبته لابن أبي حاتم.
(٤) سقط من ب.
(٥) ما بين المعقوفين سقط من ب.