وعن عبد الله قال : (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) قال : زوالها (١)
وقد روي عن ابن مسعود وابن عباس قالا : (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) : غروبها (٢).
فأيّ التأويلين كان دلوك الشمس فقد أوجب فيه صلاة ، وصلاة عند غسق الليل ، وصلاة عند الفجر ؛ فهذه ثلاث صلوات.
قال الله ـ تعالى ـ : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) [هود : ١١٤] ؛ فأحد طرفي النهار يجب فيه صلاة (٣) الفجر ، وقد ذكر في هذه الآية ، والطرف الآخر قبل غروب الشمس ؛ فهذه أربعة ، وهي العصر.
وروي عن الحسن ـ رضي الله عنه ـ أن الصلوات (٤) الخمس مجموعة في هذه الآية : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ ...) [هود : ١١٤] ، قال : صلاة الفجر ، والطرف الآخر : الظهر والعصر : (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ ...) [هود : ١١٤] المغرب والعشاء (٥).
فأي التأويلين كان فإن صلاة العصر مذكورة في هذه الآية.
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : جمعت هذه الآية (٦) مواقيت الصلاة : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ) [الروم : ١٧] المغرب والعشاء ، (وَحِينَ تُصْبِحُونَ) : الفجر ، (وَعَشِيًّا) [الروم : ١٨] العصر ، (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) : الظهر (٧).
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أيضا : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) [ق : ٣٩] ؛ قال : الصلاة المكتوبة.
دلت هذه الآيات ـ والله أعلم ـ أن الله ـ تعالى ـ فرض على عباده في كل يوم وليلة
__________________
(١) أخرجه البزار كما في كشف الأستار برقم (٢٢٢٧) عن سالم بن عبد الله عن أبيه ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٥٤) وزاد نسبته لأبي الشيخ وابن مردويه والديلمي بسند ضعيف.
(٢) أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (١ / ٩٢) ، وعبد الرزاق بنحوه في مصنفه (١ / ٥٦٨ ـ ٥٦٩) (٢١٦١ ـ ٢١٦٢) عن ابن مسعود ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٣٥٤) ، وزاد نسبته لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود.
(٣) في ب : الصلاة.
(٤) في ب : الصلاة.
(٥) أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٨٦٥٢) وبنحوه بأرقام (١٨٦٢٨) ، (١٨٦٣٢) ، (١٨٦٣٣) ، (١٨٦٣٥) ، (١٨٦٣٧) ، (١٨٦٤٢) ، (١٨٦٤٦) ، (١٨٦٤٧) ، (١٨٦٤٨) ، وذكره السيوطي بمعناه في الدر (٣ / ٦٣٧) ، وزاد نسبته لابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن الحسن البصري.
(٦) في ب : الصلاة.
(٧) أخرجه ابن جرير في تفسيره برقم (٢٧٩١٩ ـ ٢٧٩٢٣) ، وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٢٩٥) ، وزاد نسبته لابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس.