أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(١٥٩)
وقوله : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ) : قد ذكرنا تأويله فيما تقدم.
(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) أي : كنت أمينا قبل ذلك ، فكيف تتهموني اليوم؟! ويقال : أمين على الرسالة ناصح لكم ، وقد ذكرنا تأويله ، إلى قوله : (إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ).
وقوله : (أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ) : يخرج على وجهين :
أحدهما : أتتركون هذا ، وإن خرج على الاستفهام فكأنه قال على الإخبار : ولا تتركون فيما ذكر آمنين.
والثاني : أتتركون : أي : أتظنون أن تتركوا فيما هاهنا آمنين ، أي : لا تظنوا أن تتركوا.
(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ).
قال بعضهم (١) : الهضيم : المتهشم.
وقال بعضهم (٢) : الذي أرطب بعضه ، وهو الذي يسمى : المذنب.
وعن ابن عباس (٣) قال : هو الذي قد أرطب واسترخى وهو اللين.
وعن الحسن (٤) : الذي ليس له نوى.
وقال بعضهم : هو من الرطب الهضيم ، وهو الذي ينقطع للينه ، ومن اليابس : الهشيم يتكسر ليبوسته.
وقال القتبي (٥) : والهضيم : الطلع قبل أن ينشق عنه القشر وينفتح.
وقال أبو عوسجة : الهضيم : الذي لا شوك فيه ولا مشقة.
وقال بعضهم : الهضيم : هو الذي يتراكم بعضه بعضا ، ويكون فوق بعض.
ولو قيل : إن الهضيم هو الهنيء المريء الذي لا داء فيه ولا مشقة يهضم كل ما فيه داء ومرض ؛ ولذلك سمي الهاضوم : هاضوما ، وهو الذي يهني الطعام ويهضمه ـ لجاز ، والله أعلم.
وقوله : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ) بالألف ، و (فارِهِينَ) بغير ألف : (فارِهِينَ)
__________________
(١) قاله مجاهد أخرجه ابن جرير عنه (٢٦٧٢٢) (٢٦٧٢٣) ، وانظر : الدر المنثور (٥ / ١٧١).
(٢) قاله يزيد بن أبي زياد أخرجه الفريابي وعبد بن حميد عنه ، كما في الدر المنثور (٥ / ١٧١).
(٣) أخرجه ابن جرير (٢٦٧٢٤) ، وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم ، كما في الدر المنثور (٥ / ١٧٢) ، عن عكرمة.
(٤) أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم ، كما في الدر المنثور (٥ / ١٧١).
(٥) ينظر : تفسير غريب القرآن (٣١٩).