فصاح بهم بصوت خفي فانفتح باب الكهف ونظرنا إلى داخله يتوقد نورا ويألق إشراقا وسمعنا ضجة ووجبة شديدة وملئنا رعبا وولوا القوم هاربين فناديتهم مهلا يا قوم وارجعوا وقالوا ما هذا يا سلمان قلت هذا الكهف الذي ذكره الله جل وعز في كتابه وهؤلاء الذين رأيتم هم الفتية الذين ذكرهم الله عزوجل هم الفتية المؤمنون وعلي (ع) واقف يكلمهم فعادوا إلى موضعهم قال سلمان وأعاد علي (ع) عليهمالسلام فقالوا كلهم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وعلى محمد رسول الله خاتم النبوة منا السلام أبلغه منا وقل له شهدنا لك بالنبوة التي أمرنا الله قبل وقت مبعثك بأعوام كثيرة ولك يا علي بالوصية فأعاد علي سلامه عليهم فقالوا كلهم وعليك وعلى محمد منا السلام نشهد أنك مولانا ومولى كل من آمن بمحمد (ص) قال سلمان فلما سمعوا القوم أخذوا في النحيب وفزعوا واعتذروا إلى أمير المؤمنين (ع) وقاموا كلهم يقبلون رأسه ويقولون قد علمنا ما أراد رسول الله (ص) ومدوا أيديهم وبايعوه بإمرة المؤمنين وشهدوا له بالولاية بعد محمد (ص) ثم جلس كل واحد مكانه من البساط وجلس علي (ع) في وسطه ثم حرك شفتيه فاختلج البساط فلم نشعر كيف مر بنا في البر وفي البحر حتى انقض بنا على باب مسجد رسول الله (ص) فخرج إلينا رسول الله (ص) فقال كيف رأيتهم يا أبا بكر قالوا نشهد يا رسول الله (ص) كما شهد أهل الكهف ونؤمن كما آمنوا فقال رسول الله (ص) الله أكبر لا تقولوا (سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) ولا تقولوا (يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) والله لئن فعلتم لتهتدوا ـ (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) وإن لم تفعلوا تخلفوا ومن وفى وفى الله له ومن يكتم ما سمعه فعلى عقبه ينقلب ـ (فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً) أفبعد الحجة والبينة والمعرفة خلف والذي بعثني بالحق نبيا لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته فبايعوه وأطيعوه بعدي ثم تلا هذه الآية ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) يعني علي بن أبي