الآفاق من زهاد المسلمين وباتفاق من أعان عليه من حضر المدينة والتابعين وخذلان الباقين وقال يوسف بن عبد البر النمري في باب علي بن أبي طالب (ع) من كتاب الإستيعاب إنه بويع لعلي (ع) يوم قتل عثمان ثم ذكر في باب عثمان بن عفان في رواية عن عبد الملك بن الماجشون عن مالك قال لما قتل عثمان ألقي على المزبلة ثلاثة أيام وذكر في روايته عن هشام بن عروة أنهم منعوا عن الصلاة عليه وهذه أحوال مخرجة لعثمان بن عفان من الآية على كل تأويل ومن عجيب ما تضمنته رواية أصحاب الإستيعاب أن يكون عليا (ع) يبايع يوم قتل عثمان وبقي عثمان بعد اجتماع الناس على علي (ع) لا يدفن عثمان ولا يأمر علي (ع) بدفنه ولا يصلي عليه ولا يولي أحدا من الصحابة دفنه قبل الثلاثة أيام ولا يصلون عليه شهادة صريحة أنهم كانوا مجتمعين على أن عثمان لا يستحق الدفن ولا الصلاة عليه ويقال للجبائي لو كانت الصحابة قد فهموا أن المراد بهذه الآية الاستخلاف لكانوا عقيب وفاة النبي قد تعلقوا جميعهم بها أو قالوا إن هذا وعد لنا بالخلافة لأننا قد آمنا وعملنا صالحا لأن هذا الوعد بالخلافة على قول الجبائي كان مشروطا بإيمانهم وعملهم الصالح ويقال للجبائي إن الآية تضمنت الوعد لمن كان خائفا من المؤمنين الصالحين وقت نزولها على قوله والإيمان وصلاح نيات الأعمال من عمل القلوب فمن عرف بواطن الناس حتى اقتصر على أربعة منهم له وكيف يدعي أن الأربعة كانوا خائفين وقت نزولها وعند تمكنهم كما تضمنوا ظاهرها والتواريخ والاعتبار شاهدة أن القوم كانوا آمنين بالمدينة لما نفذوا العساكر إلى ملوك الكفار ولذلك بدروا الكفار وقصدوهم في ممالكهم وما هذه صفة خائف منهم بل صفة طامع في أخذ من ملكهم وهل بلغ تأويل الجبائي إلى أن يدعي الأربعة خلفاء ما كانوا واثقين بقول النبي (ص) ووعده بفتوح بلاد الكفر وملك كسرى وقيصر ولأن الأربعة ما باشروا حربا للكفار ولا خرجوا من المدينة لذلك بعد وفاة النبي ويقال للجبائي في أواخر هذه الآية ـ (وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ