زمان وعددهم يتفق ولا يختلف وذلك غير ممكن في تواترهم لأن مآله إلى عدد يسير اعتقدوا أو قلدوا.
يقول علي بن موسى بن طاوس قد جعل هذا الجواب للنصارى طريقا على النبي (ص) وعلى المسلمين بأن يقولوا ونحن أيضا ما نعلم تواتركم بالمعجزات وحجج النبوة وأن عددكم في مبتدأ الإسلام قليل ومن أين اعتقد هو وأهل الخلاف أنه يلزم في كل خبر متواتر أن يعلمه كل واحد ومن أين اعتقدوا أن عدد المتواترين معتبر في كل زمان أقدم على أن كل خبر كان أصله من عدد يسير لا يثبت تواتره وإنما قلنا هذا لأن العقل قضى أن التواتر يحصل العلم لمخبره على الوجه الذي يثمر العلم به وكل من يعتقد وجوب تكذيب المخبرين كيف يحصل له العلم بخبرهم وقد كان يكفي في الجواب أن يقال إن التواتر بالقلب لصورة يشبه عيسى ابن مريم صحيح كما نطق القرآن الشريف من كونه شبه لهم فإن الله تعالى قادر على إلقاء شبه عيسى (ع) على غيره حتى لا يفرق كل ما رآهما بينهما وإنما قلنا من أين اعتقد اعتبار العدد لأن العلم المخبر والأخبار المتواترة يحصل بغير اختيار العالم به وبغير شرط العلم بعدد أو معرفة من أخبر به ومن جحد مثل هذا كان فإننا نعلم بلاد كثيرة ضرورة بالأخبار المتواترة فلو تكلفنا معرفة من أخبرنا بها تعذر علينا من يقوم به صفات المخبرين به فاعتبار العدد بعيد من المعقول والمنقول وإنما قلنا من أين اعتقد أنه إذا كان الأصل في الخبر المتواتر عددا يسيرا ثم لا يصح به العلم فلأن كل نبوة وشريعة كان العدد بمعرفتها ونقل أخبارها أولا عددا يسيرا ثم كثر وهل يجوز جحود مثل هذا العلم ولعل عبد الجبار يحامي من ثبوت النص على مولانا علي (ع) وذلك لا ينفعه فيما يقصد إليه لأن كل دعوى يدعيها اليهود والنصارى في جحود نص موسى وعيسى على محمد ويجبهم عبد الجبار عنها فجوابه لهم هو جواب الشيعة له مع أنني أقول إن الإمامية نقلوا متواترين على كل واحد من أئمتهم معجزات خارقات على مرور الأوقات لو خالطهم عبد الجبار وأمثاله ـ