المضمومة مؤمن مصدق والله عزوجل مؤمن أي مصدق ما وعد ويكون من الأمان أي لا تأمن الأرض منه أقول اعلم أن تحقيق المراد بلفظ مؤمن في اللغة على ما حكاه أهلها التصديق وتحقيق معناه في عرف الإسلام والشريعة المصدق لله تعالى ولرسوله (ص) في كلما أراد التصديق به وأما وصف الله تعالى بالمؤمن فيحتاج من يذكر تأويله على اليقين إلى تفسير ذلك من رب العالمين فإنه يبعد أن يكون على لفظ اللغة مطلقا وعلى عرف الشريعة محققا وأما تفسيره بالتجويز وهو خطر فهلا قال العزيزي يحتمل أنه المؤمن المصدق لكل من صدق والمزكي لكل من زكاه فإن هذا التأويل أعم مما ذكره من التصديق بما وعد ولو كان المراد المصدق بما وعد لعل اللفظ كان يعني الصادق فيما وعد.
فصل فيما نذكره من كتاب غريب القرآن تأليف عبد الله بن أبي أحمد اليزيدي من الوجهة الأولة من القائمة العاشرة بلفظه ـ (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) ملة واحدة يعني على عهد آدم كانوا على الإسلام.
أقول تخصيصه أن هذا من هذه الأمة التي على عهد آدم من أين عرفه وقوله إنهم كانوا على الإسلام من أين ذكره وهذا لفظ الإسلام قد تضمن القرآن الشريف عن إبراهيم أنه قال ـ (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) فكأنها في ظاهر هذه الآية مختصة بتسمية إبراهيم بعد آدم باسم كثيرة ولو كان المراد عهد آدم كيف يقول العزيزي إنهم كانوا أمة واحدة وقد حكى الله تعالى عن قابيل وما صنع بهابيل ما يدل على الافتراق وحكى أصحاب التفاسير من اختلاف أولاد قابيل وأولاد شيث وغيرهم من الاختلاف بينهم ما يقتضي تعذر من تأويله العزيزي وهلا قال العزيزي لعل المراد أن الناس كانوا أمة واحدة لا يعرفون الله منهم ـ (فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ).
فصل فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النجاشي ووجدته بصيرا في كثير مما ذكر فمما ذكره من