يقول علي بن موسى بن طاوس فأسقط بعض المسلمين بعض هذا الكلام وقال إن الله خلق آدم على صورته فاعتقد التجسيم فاحتاج المسلمون إلى تأويلات الحديث ولو نقله بتمامه استغني عن التأويل بتصديق وشهد العقل المستقيم وقال في الصحف ثم جعلها جسدا ملقى على طريق الملائكة الذي تصعد فيه إلى السماء أربعين سنة ثم ذكر تناسل الجن وفسادهم وهرب إبليس منهم إلى الله وسؤاله أن يكون مع الملائكة وإجابة سؤاله وما وقع من الجن حتى أمر الله إبليس أن ينزل مع الملائكة لطرد الجن فنزل وطردوهم عن الأرض التي أفسدوا فيها وشرح كيفية خلق الروح في أعضاء آدم واستوائه جالسا وأمر الله الملائكة بالسجود فسجدوا له إلا إبليس كان من الجن فلم يسجد له فعطس آدم فقال الله يا آدم قل (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فقال (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال الله يرحمك الله لهذا خلقتك لتوحدني وتعبدني وتحمدني وتؤمن بي ولا تكفر بي ولا تشرك بي شيئا ثم ذكر إنكار الله على إبليس وتهديده ومن يتبعه.
فصل فيما نذكره من القائمة الثامنة من الكراس الخامس من سؤال إبليس وجواب الله بلفظ ما وجدناه ـ (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) قال لا ولكنك (مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) فإنه يوم قضيت وحتمت أن أطهر الأرض في ذلك اليوم من الكفر والشرك والمعاصي وأنتخب لذلك الوقت عبادا لي امتحنت قلوبهم للإيمان وحشوتها بالروح والإخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والشعار والزهد في الدنيا والرغبة فيما عندي بعد الهدى وأجعلهم دعاة الشمس والقمر وأستخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم الذي ارتضيته لهم ـ (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) يقيمون الصلاة لوقتها ويؤتون الزكاة لحينها ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألقي في ذلك الزمان الأمانة على الأرض فلا يضر شيء شيئا ولا يخاف شيء من شيء ثم تكون الهوام والمواشي بين الناس فلا يؤذي بعضهم بعضا وأنزع حمة كل ذي حمة من الهوام وغيرها ـ