الأولة من القائمة الخامسة والثلاثين من الإنجيل الرابع بلفظه وليس لأحد منكم يسألني إلى أين أذهب لأني قلت لكم هذا وحلت الكآبة فملت قلوبكم ولكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أمضي إلى أبي لأني إن لم أنطلق لم يأتكم الفارقليط فإن انطلقت أرسلته إليكم فإذا جاء فهو يوبخ العالم على الخطيئة وعلى البر وعلى الحكم.
يقول علي بن موسى بن طاوس وهذه بشارات صريحة لو كانت عقولهم وقلوبهم سليمة صحيحة وكنت أسمع أن البارقليط بالباء المنقطة من تحتها واحدة وإنما وجدته أنا في هذا الإنجيل كما ذكرته الفارقليط بالفاء بعده الألف.
فصل يتضمن بشارة بمحمد (ص) عن عيسى (ع) من القائمة المذكورة أيضا وأن لي كلام كثير أريد أقوله لكم ولكنكم لستم تطيقون حمله الآن إذا جاء روح الحق ذاك فهو مرشدكم إلى جميع الحق لأنه ليس ينطق من عنده بل يتكلم تكليما يسمع ويخبركم بما يأتي وهو يمجدني.
يقول علي بن موسى بن طاوس وجدت على حاشية الإنجيل ما هذا لفظه سربال ومشيخا تفسيره محمد (ص) وقوله إنهم لا يطيقون حمله الآن من عيسى (ع) ينبه على أن روح الحق الذي يرشدهم إلى جميع الحق أعظم من عيسى ولم يأت أحد من الأنبياء من يدعي له عليهم هذه القوة غير محمد (ص) وقوله ليس من عنده بل يتكلم تكلما يسمع موافقة لكتاب الله المجيد ـ (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) وقوله ويخبركم بما يأتي وما جاء بعد عيسى (ع) من أخبر بالحادثات على التفصيل كما جاء به محمد (ص) وقوله وهو يمجدني وما جاء بعد عيسى (ع) من مجده ونزهه عن دعوى الربوبية وعن أنه قتل وغير ذلك مثل محمد (ص).