هريرة في الحج عند سؤال بعض الصحابة عن وجوبه في كل عام واعراضه عن الجواب حتى كرر السائل سؤاله مرتين أو ثلاث فقال (ص) ويحك وما يؤمنك ان أقول : نعم والله لو قلت نعم لوجب ولو وجب ما استطعتم إلى أن قال فإذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم) وروى في عوائد النراقي (١) والجواهر (٢) عن عوالي اللئالي (٣) مستقلا ، والخبر وان كان ضعيف السند ، لان ما في المجمع وعوالي اللئالي مرسل ، وما رواه العامة راويه أبو هريرة ، إلا ان اشتهار التمسك به بين الاصحاب يوجب جبر ضعفه. هكذا قيل. وستعرف ما فيه.
وتقريب الاستدلال به ، ان لفظة ، من اما تبعيضية ، أو بيانية ، أو بمعنى الباء ، واما سائر معانيها ، من الابتداء ، والتعليل فلا تحتمل ارادتها في المقام ، وحيث لا يمكن كونها بيانية ، لان مدخولها الضمير ، وهو لا يمكن ان يكون بيانا لشيء لكونه مبهما. وكونها بمعنى الباء ، خلاف الظاهر ، فيتعين ان تكون تبعيضية. كما ان كلمة ، (ما) في قوله (ما استطعتم) ظاهرة في كونها موصولة ، لا مصدرية زمانية فتكون مفعولا لقوله فأتوا. فيكون المراد من الجملة ، إذا امرتكم بمركب ذى أجزاء وابعاض فاتوا ما تستطيعونه منه ، لا فأتوا به مدة استطاعتكم.
وأورد على الاستدلال به المحقق الخراساني (٤) بأن ظهور من في التبعيض لا
__________________
(١) عوائد الايام ص ٨٩.
(٢) جواهر الكلام ج ٢ ص ١٦.
(٣) عوالي اللئالي ج ٢ ص ٢٣٥. وج ٤ ص ٥٨.
(٤) كفاية الأصول ص ٣٧٠.