وأورد عليه المحقق النائيني (ره) (١) بان جميع موارد السيرة العقلائية خارجة عن العمل بما وراء العلم بالتخصص فإنها لكونها حجة عقلائية تكون من أفراد العلم فتكون خارجة عن موضوع الآيات والروايات الناهية عن العمل بما وراء العلم.
أقول : يرد على المحقق الخراساني ان كلامه في المقام يهافت ما أفاده في مبحث الخبر الواحد (٢) من ان الأدلة الناهية عن العمل بما وراء العلم لا تشمل ما قامت السيرة العقلائية على العمل به ، إلا على نحو دائر ، ولذلك حكم بان السيرة على العمل بخبر الواحد مخصصة لتلك الأدلة.
نعم ، ما أفاده في الهامش (٣) هناك بان الردع عن العمل بالخبر لم يكن في أول البعثة قطعا ، ويشك بعد ذلك في الردع يستصحب عدم الردع ، لا يجري في المقام لان الكلام في حجية الاستصحاب.
ويرد على ما أفاده المحقق النائيني (ره) ، انه لا بدَّ من التفصيل بين موارد السيرة العقلائية الثابتة من جهة الطريقية والكاشفية ، وبين الموارد الثابتة لجهة أخرى كما أفاد في المقام أنها ثابتة لحفظ النظام بالهام من الله تعالى.
وفي المورد الأول كما في خبر الواحد لا تصلح الآيات للردع عنها لما
__________________
(١) فوائد الأصول للنائيني ج ٤ ص ٣٣٣ / أجود التقريرات ج ٢ ص ٣٥٨ ، وفي الطبعة الجديدة ج ٤ ص ٣١.
(٢) كفاية الأصول ص ٣٠٣.
(٣) كفاية الأصول ص ٣٠٤ حاشية رقم ٢.