أريد ترتيب آثار الشك وهو البناء على الأكثر وإتيان ركعة منفصلة فهو غير مربوط بالاستصحاب.
ثالثها : ما أفاده المحقق النائيني (ره) (١) وهو ان مقتضى الاستصحاب ليس إلا عدم الإتيان بالرابعة واما ان تكليفه الإتيان بها موصولة أو مفصولة فالاستصحاب أجنبي عن ذلك ، نعم ، الإتيان بالركعة منفصلة ينافي إطلاق الأدلة الأولية الدالة على لزوم الإتيان بالركعات متصلة ، فأدلة وجوب البناء على الأكثر غير منافية حتى لإطلاق دليل الاستصحاب فلا وجه لرفع اليد عن ظهور القضية في الاستصحاب.
ولكن عرفت ان الاستصحاب إنما يجري لترتيب آثار المتيقن ، دون الشك فراجع.
رابعها : ان إتيان الركعة منفصلة مترتبة على شيئين :
أحدهما : الشك بين الثلاث والأربع.
ثانيهما : عدم الإتيان بالرابعة ، فالاستصحاب إنما يجري لتنقيح جزء الموضوع.
وفيه : ان تمام الموضوع له هو الشك ، وليس لعدم الإتيان بالرابعة دخل فيه ، بل لا يمكن دخله ، فان إحراز فعليته وتنجزه حينئذ يتوقف على إحراز فعلية موضوعه ، ولا يعقل إحراز فعلية هذا الجزء ، إذ لو أحرز لا يبقى الشك.
__________________
(١) أجود التقريرات ج ٢ ص ٣٦٩ ـ ٣٧٠ ، وفي الطبعة الجديدة ج ٤ ص ٥١.