وصغار الثعالب وابن آوى وولد الذئب والسبع لا يجوز التقاطه ولا التعرّض له ، سواء كان لكِبَر جثّته ـ كالإبل والخيل والبغال والحمير ـ أو لطيرانه ، أو لسرعة عَدْوه ، أو لنابه ، كالكلاب والفهود ـ وبه قال الشافعي والأوزاعي وأبو عبيد وأحمد (١) ـ لما رواه العامّة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه سئل عن ضالّة الإبل ، فغضب حتى احمرّت وَجْنتاه وقال : « ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها ، ترد الماء وترعى الشجر » (٢).
وسئل عليهالسلام ، فقيل : يا رسول الله ، إنّا نُصيب [ هوامي ] (٣) الإبل ، فقال : « ضالّة المسلم حرَق النار (٤) » (٥).
ومن طريق الخاصّة : ما رواه هشام بن سالم ـ في الحسن ـ عن الصادق عليهالسلام قال : « جاء رجل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، إنّي وجدتُ شاةً ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : هي لك أو لأخيك أو للذئب ، فقال : يا رسول الله ، إنّي وجدتُ بعيراً ، فقال : معه حذاؤه وسقاؤه ، حذاؤه خُفّه ، وكرشه سقاؤه ، فلا تهجه » (٦).
__________________
(١) الحاوي الكبير ٨ : ٥ ـ ٦ ، المهذّب ـ للشيرازي ـ ١ : ٤٣٨ ، حلية العلماء ٥ : ٥٣٢ ، العزيز شرح الوجيز ٦ : ٣٥٣ ـ ٣٥٤ ، المغني ٦ : ٣٩٦ ، الشرح الكبير ٦ : ٣٤٩ ـ ٣٥٠.
(٢) تقدّم تخريجه في ص ١٦٦ ، الهامش (١).
(٣) بدل ما بين المعقوفين في النُّسَخ الخطّيّة والحجريّة : « هؤلاء ». وذلك تصحيف ، والمثبت كما في المصدر ، والهوامي : المهملة التي لا راعي لها ولا حافظ. غريب الحديث ـ لابن سلاّم ـ ١ : ٢٣ « همي ».
(٤) « حرَق النار » بالتحريك : لهبُها. النهاية ـ لابن الأثير ـ ١ : ٣٧١ « حرق ».
(٥) غريب الحديث ـ لابن سلاّم ـ ١ : ٢٢ ، سنن البيهقي ٦ : ١٩١ ، مسند أحمد ٤ : ٦٠٤ / ١٥٨٧٩ ، صحيح ابن حبّان ـ بترتيب ابن بلبان ـ ١١ : ٢٤٩ / ٤٨٨٨.
(٦) تقدم تخريجه في ص ٢٤٨ ، الهامش (٦).