بالقرعة ؛ إذ لا مرجّح هنا ، لأنّ اليد قد قلنا : إنّها لا تدلّ على النسب ، فعندنا أيضاً يقرع بينهما.
وعند الشافعي وأحمد أنّه يُعرض على القافة ـ وهو قول أنس وعطاء وزيد بن عبد الملك والأوزاعي والليث بن سعد ـ لأنّ عائشة روت أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل عليها مسروراً تبرق أسارير وجهه ، فقال : « ألم تري أنّ مجزّزاً نظر آنفاً إلى زيد وأُسامة وقد غطّيا رءوسهما وبدت أقدامهما فقال : إنّ هذه الأقدام بعضها من بعضٍ » (١) فلولا جواز الاعتماد على القافة لما سرّ به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا اعتمد عليه ، ولأنّ عمر بن الخطّاب قضى به (٢).
والطريق عندنا ضعيف لا يُعتمد عليه ، مع أنّهم قد رووا عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله في ولد الملاعنة : « انظروها فإن جاءت به حَمْش الساقين (٣) كأنّه وَحَرة (٤) فلا أراه إلاّ قد كذب عليها ، وإن جاءت به أكحل جَعْداً جُماليّاً (٥) سابغ الأليتين (٦) خدلج الساقين (٧) فهو للّذي رميت به » فأتت به
__________________
(١) صحيح البخاري ٨ : ١٩٥ ، صحيح مسلم ٢ : ١٠٨٢ / ٣٩ ، سنن أبي داوُد ٢ : ٢٨٠ / ٢٢٦٧ ، سنن ابن ماجة ٢ : ٧٨٧ / ٢٣٤٩ ، سنن الترمذي ٤ : ٤٤٠ / ٢١٢٩ بتفاوتٍ.
(٢) المهذّب ـ للشيرازي ـ ١ : ٤٤٤ ، حلية العلماء ٥ : ٥٥٩ ، التهذيب ـ للبغوي ـ ٤ : ٥٧٥ ، البيان ٨ : ٢٣ ، العزيز شرح الوجيز ٦ : ٤١٥ ، روضة الطالبين ٤ : ٥٠٥ ـ ٥٠٦ ، المغني ٦ : ٤٢٥ ، الشرح الكبير ٦ : ٤٣٢.
(٣) أي : دقيقهما. النهاية ـ لابن الأثير ـ ١ : ٤٤٠ « حمش ».
(٤) أي : الأسود الدميم القصير. العين ٣ : ٢٩٠ « وحر ».
(٥) الجماليّ ـ بالتشديد ـ : الضخم الأعضاء التامّ الأوصال. النهاية ـ لابن الأثير ـ ١ : ٢٩٨ « جمل ».
(٦) أي : تامّهما وعظيمهما. النهاية ـ لابن الأثير ـ ٢ : ٣٣٨ « سبغ ».
(٧) أي : عظيمهما. النهاية ـ لابن الأثير ـ ٢ : ١٥. « خدلج ».