[Ominium] ، وهى ترجمة غير كاملة تماما ، والواقع أنّه لا يجب أن نتصور هذا الإتفاق على طريقة تصويت شامل ، ناشيء عن استفتاء مفروض على شعب بأكمله ، أو على جميع الشّعوب الإسلامية ، بحيث يشترك فيه أجهل النّاس ، وغير المختصين ، على قدم المساواة مع أعلم النّاس. كما لا يجب أن نتمثل المجموعة المقترحة على هيئة مجمع ديني ، أو جمعية عامة ، أعضاؤها منتخبون أو معينون ، تجتمع تحت سقف وأحد لمناقشة بعض المسائل العقيدية ، أو الإقتصادية ، أو السّياسية ، فالإجماع لا يشبه شيئا من هذه المنظمات الغربية ، لا في شكله ، ولا في موضوعه.
أمّا من ناحية الموضوع فإنّ دور الإجماع هو حسم مشكلة جديدة (١). ذات طابع أخلاقي أو فقهي : أو عبادي ، دون أن يكون من شأنه أن ينظر في مسائل الحياة التّطبيقية ، أو في مسائل الدّين النّظرية.
فأمّا الحياة المادية فلأنّ أي نصّ لا يعصمنا من أن نرتكب خطأ يتوقع أن يحدث في أي قرار مشترك بهذا الصّدد. وأمّا المسألة الأعتقادية فلسبب يختلف عن هذا ، والواقع أنّه إذا كان إحتمال خطأ الأمّة بأسرها في موضوع ديني ، ذي
__________________
(١) نقول : (جديدة) ، لأنّه إذا كانت المشكلة قد درست من قبل فلذلك حالتان : أن تكون المناقشة قد انتهت إلى اتّفاق أو اختلاف. ففي حالة الإتفاق لا تكون إعادة دراستها عديمة الجدوى فحسب ، بل ينبغي ألّا يكون لها موضع ، وهي أشبه بما إذا كانت المشكلة قد حلت بوساطة الوحي المباشر. وفي حالة الإختلاف سوف يكون للحصول على اتّفاق لا حق بعض الفائدة بلا شك ، ولكنه لن ينشىء إجماعا مؤكدا وحاسما ، لأنّ الرّأي ـ تبعا لكثير من الاصوليين ـ لا يموت بموت أصحابه ، وبذلك لن يكون الإتفاق إجماعيا.