الخاصة ، ثمّ نمد بعضها على بعض؟.
وهل من حقنا أن نقول لرئيس أن يعامل من هم أعلى منه رتبة معاملته لمرؤسيه؟ وأن نطلب إلى زوج أن يعامل كلّ نساء الدّنيا كما يعامل زوجته ، والعكس؟.
إنّ كلّ واجب ، إذا تعدى حدوده الخاصة ـ قد يتوقف عن أن يكون واجبا ، ولربما يصير جريمة. فالأمر إذن أمر عمومية نسبية ، لا يمكن لإمتدادها أن يتحدد إلا تبعا لطبيعة عناصره التّكوينية ، وبالقياس إلى مجموعة الظّروف المناسبة. وتقسيم الواجبات وتحديدها هو العمل الجوهري لعالم الأخلاق بمعنى الكلمة ، فكيف نشرع في هذا العمل؟
أيمكن أن نصل إلى النّسبي إبتداء من المطلق ، دون أية مساعدة خارجية؟
وكيف نحدد ألوان رسم من الرّسوم ، وتفاصيله الّتي يضعها فيه الفنان بالإعتماد على الشّكل فقط؟
وكيف يتسنى لنحوي قح ، من حيث كونه كذلك أن يكون قادرا على إعطاء المبررات للمعاني العميقة في المقال ، وألوان الأسلوب؟
إننا إذا أردنا أن نحول الأخلاق إلى رياضيات ، بل وأكثر من من رياضيات ، فربما أصبح الأمر غريبا وغير مقبول ، ويا لها من أعجوبة!!
وإذا كان من المستحيل ، واقعا ، أن نستنبط جميع نظريات الهندسة من مبدأ واحد ، فكيف نأمل أن نحصل من ذلك على نجاح أكبر في علم السّلوك؟
وإذن ، ففي حالة نقص الإستنباط الدّقيق ، لأنّه مستحيل في هذه الظّروف ، نشهد لدى «كانت» محاولة للتقريب تتفاوت في براعتها ، بين الشّكل ، والمادة ؛