ملكوت الله ، وهذه كلّها تزاد لكم ... بيعوا مالكم وأعطوا صدقة ، أعملوا لكم أكياسا لا تفنى ، وكنزا لا ينفذ في السّموات ... لأنّه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضا» (١).
هذه التّعاليم ذاتها سوف يقدمها كذلك تلاميذ المسيح ، كتب القديس بولس في رسالته إلى تيموثاوس : «أوص الأغنياء في الدّهر الحاضر ألا يستكبروا ، ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى ، بل على الله الحي ، الّذي يمنحنا كلّ شيء بغنى للتمتع ... مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الأبدية» (٢) ، «ولا تحبوا العالم ، ولا الأشياء الّتي في العالم ... وهذا هو الوعد الّذي وعدنا هو به ، الحياة الأبدية» (٣)
وهكذا نجد أنّ الأمل الإنجيلي مكانه دائما هو الآخرة ، في حياة ما بعد الموت ، أللهمّ فيما عدا موضع واحد (٤) ، وعد فيه المسيح بمكافأة مزدوجة : في الحياة المقبلة ، وفي هذه الحياة (وهي إضافة نجدها في إنجيل مرقص ، الإصحاح العاشر الجملة : ٣٠ ، ولكنها غير موجودة في إنجيل متى ، الإصحاح التّاسع
__________________
(١) انظر ، إنجيل لوقا : ١٢ / ٢٩ ـ ٣٤.
(٢) انظر ، رسالة بولس الرّسول الأولى إلى ثيموثاوس : ٦ / ١٧ ـ ١٩.
(٣) انظر ، رسالة يوحنا الرّسول الأولى : ٢ / ١٥ ـ ٢٥.
(٤) ربما كان من المناسب أن نستثني أيضا بعض الفقرات في رسائل القديس بولس ، حيث وعد الأولاد المطيعين بالأعمار الطّوال على الأرض [رسالة بولس الرّسول إلى أهل أفسس ـ ٣] ، ووعد عامة النّاس بأن يزيدهم الله كلّ نعمة (مادية) لكي يكونوا ولهم كلّ إكتفاء ، كلّ حين ، في كلّ شيء ، يزدادون في كلّ عمل صالح ، فيعطوا المساكين ، [رسالة بولس الرّسول الثّانية إلى أهل كورنثوس ، الإصحاح التّاسع : / ٨ ـ ١١] ، وحيث يفسر كثرة الوفيات ، والعدد الكبير من المرضى ، والضّعفاء بالإخلال ببعض الواجب الدّيني ، (انظر ٢ ، رسالته الأولى إلى كورنثوس ، الإصحاح الحادي عشر : / ٢٩ ـ ٣٠).