وفي كلمة واحدة : كمال الذات. وللعمل غايته في تأمين العيش الرّغيد لإخواننا ، وتنميته.
هذه الطّريقة في النّظر ربما تكون خاطئة من ناحيتين ، فهي تعني ، من ناحية ، أننا ننسى أنّ واجباتنا الإجتماعية لا تنحصر فقط في الأعمال الظّاهرة ، كما أنّ واجباتنا الشّخصية ، هي الأخرى لا تنحصر في الأعمال الباطنة : فإنّ علينا أن نحبّ جارنا ، وألا نحسده ، أو نحتقره .. وعلينا أن نحفظ حياتنا ، وأن نكسب عيشنا اليومي بشرف ، وأن ننظم نفقاتنا تنظيما عقليا ، دون سرف ، أو شح .. ومن ناحية أخرى سوف يكون هذا إنكارا للتماسك الّذي أثبتناه بين النّيّة ، والعمل في جميع الظّروف ، وبمناسبة كلّ واجب ، أيّا كان ، روحيا ، أو بدنيا.
والواقع أنّه يجب علينا ـ حتّى عند ما نبذل جهدا لأنفسنا ، من أجل تحسين صفتنا الأخلاقية الخاصة ـ أن نميز بين لحظتين مختلفتين : لحظة القرار بالشروع في تلك المهمة ، بإعتبارها أمرا من الشّرع ، ولحظة وضع هذا القرار موضع التّنفيذ.
ولذلك لا يصح أن تقتصر أيّة دراسة كاملة لدور النّيّة الإيجابي على مقارنة العنصر النّفسي بالعنصر البدني ؛ مقارنة النّفس بالبدن ، على ما جرت به العادة ، بل يجب أن نتصور العلاقة بين ملكة اتخاذ القرار ، وبين القدرة على التّنفيذ في كلا جانبيها ، الباطني ، والظّاهري.
وكلّما كان الأمر يتعلق بمقارنة عمل القلب ، وحركة البدن ، فلا ريب في أنّ الأخلاق الإسلاميّة تغلب الواقع القلبي على تعبيره الحسي. والحقّ أنّ القرآن