به ، ويده الّتي يبطش بها ، ورجله الّتي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينّه ، ولئن استعاذني لأعيذنّه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت ، وأنا أكره مساءته» (١).
ولكن ، إذا نزلنا أكثر من هذا ، إلى مستوى الإنسان الوسط ، ألا نلاحظ حالة شبيهة بهذه ، شبها جزئيا؟ ..
فحين نألف أن نقف أمام شهوة معينة ، سواء لنفكر في صفتها الّتي لا تليق بكائن عاقل ، أو لنحدس بنتائجها المخوفة ، وحين تبلغ هذه التّوقعات ، أو تلك القيم أن تملك علينا غالبا تصورنا ، وأن تنفذ إلى قلوبنا ، ـ ألا نحس في أنفسنا بقوة معينة نابضة ، كانت إلى ذلك الحين غير محسّة ، وهي منذئذ تيسر أمر ابتعادنا عن الشّر؟. وعليه ، فإذا كان القديس مدفوعا «بالحبّ» ، والرّجل الوسط مؤيدا «بالعقل» ، والعامي مقيدا «بالخوف» ، أو منجذبا «بالرجاء» ، فإنّ المنهاج دائما هو هو ، بصرف النّظر عن ذلك الفرق النّوعي بين الأفكار ، والمشاعر ، المتفاوتة في قدرها ، وشرفها. فالإرادة في هذه الحالة ، أو في تلك ، مزودة بمحركات أخرى تساعد على انطلاقها ، وحينئذ يصبح القرار أسرع ، وأيسر ، ويقل الجهد بنفس النّسبة.
ليس المراد من ذلك أن نقول : إنّه لم يعد هناك صراع ، وإنّما نستطيع القول بأنّه
__________________
(١) انظر ، صحيح البخاري : ٥ / ٢٣٨٤ ح ٦١٣٧ ، والمؤلف مجتزىء في الأصل ببعض جمل الحديث ، وآثرنا إيراده كاملا. (المعرب). انظر ، مجمع الزّوائد : ٨ / ٢٠٦ ح ٧٨٣٣ ، القواعد والفوائد : ٢ / ١٨١ ، فتح الباري : ١٠ / ٤٦٢ ح ٥٦٩٣ ، المحاسن : ١ / ١٥٩ ، تحفة الأحوذي : ٨ / ٤٨٣ ، الكافي : ٢ / ٣٥٢ ح ٧ و ٨ ، شرح سنن ابن ماجه : ١ / ١٢٨ ح ١٧٨٩ ، توحيد الصّدوق : ٣٩٩ ، فيض القدير : ٥ / ٤١٢ ، وسائل الشّيعة : ٣ / ٥٣ ، تهذيب الكمال : ٢٦ / ٩٦ ، الجواهر السّنية : ٣٥٢ ، بحار الأنوار : ٥ / ٢٨٣.