(المتوفّى عام ٥٤٢ ه) (١) ، في كتابه المعنون أيضا باسم «أحكام القرآن» (نشر مطبعة السّعادة بالقاهرة ١٣٣١ ه). وكذلك بالنسبة إلى ما استخرجه ملا أحمد جيون الهندي الحنفي ، (المتوفّى ١١٣٠ ه) في كتابه «التّفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشّرعية» (طبعة بومباي ١٣٢٧ ه).
ولم يقتصر الأمر في هذه الكتب على أن نجد النّصوص القرآنية ذات المغزى الأخلاقي ، وقد غرقت بطريقة غامضة وسط نصوص تتصل بموضوعات فقهية ، أو أصولية ، أو كلامية ، أو كونية ، أو غيرها. بل لقد رأينا لدى القاضيين آيات مذكورة بمناسبة مسائل ، لا يتصل النّص بها إلّا من بعيد ، وقد اعتبرت هذه المسائل بساطة مناسبة لذكرها.
وعلى كلّ حال ، فإنّ جميع المؤلفين ، بما فيهم الغزالي ، وقد جمعوا بطريقتهم الآيات القرآنية بترتيب السّور ـ جعلوا من مختاراتهم مجرّد جمع لمواد متفرقة ، لا تربط بينها روح قرابة ، ولا يظهر فيه أي تسلسل للأفكار. ولذلك ، فعند ما فقدت الوحدة الأولى لكلّ سورة لم يستطيعوا أن يكملوا عملهم بإيجاد وحدة منطقية ، تربط بين الأجزاء المختارة ، أو تصنيف منهجي تقتضيه قاعدة التّعليم.
وقد وجدنا هذا النّظام المنطقي لدى بعض العلماء الشّيعة ، من مثل : الشّيخ أحمد بن محمد الأردبيلي (المتوفّى عام ٩٩٣ ه) ، في كتابه «درة البيان في آيات
__________________
(١) محمد بن عبد الله بن محمد المعافري ، الأشبيلي المالكي ، أبو بكر بن العربي ، قاض من حفاظ الحديث ، رحل إلى المشرق ، وبرع في الأدب ، وبلغ رتبة الإجتهاد في الدّين ، وصنف كتبا في الحديث ، والاصول ، والتّفسير ، والأدب ، والتّأريخ ، وولي قضاء إشبيلية ، ومات بقرب فارس ، ومن مشهور كتبه : «العواصم من القواصم» و«وعارضة الأحوذي في شرح التّرمذي» و«أحكام القرآن». المعرب.