النّاحية العملية ، حتّى ولو لم نملك نصوصا محددة في هذا الموضوع ، فما بالنا وهذه النّصوص موجودة.
وإليك بعضها :
«عن صهيب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : عجبا لأمر المؤمن ، إنّ أمره كلّه له خير ، وليس ذاك لأحد إلّا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» (١).
وأكثر من هذا وضوحا قوله عليه الصّلاة والسّلام فيما رواه عنه أبو هريرة : «الطّاعم الشّاكر بمنزلة الصّائم الصّابر» (٢).
وهكذا ، فإنّ المشكلة الّتي تشغلنا الآن ، مع أنّها لا تحمل أي معنى ذي طابع عملي ، أعني أنّها لا تتطلب بعض التّغيير في واجبنا ـ ينبغي أن تطرح على بساط البحث عن الخير ، وتقديره في ذاته ، مستقلا عن إمكاناتنا الخاصة.
وإذن فإذا ما انتقلت إلى هذا المجال فإنّ الحلّ الّذي وضعه لها الإسلام يتجه ـ فيما يبدو لنا ـ إلى منح الأولوية إلى فضيلة تعميم الخير الإيجابي المشترك ، أعني
__________________
(١) انظر ، صحيح مسلم : ٤ / ٣٢٩٥ ح ٢٩٩٩ ، مستدرك الوسائل : ٢ / ٤٢٦ ، صحيح ابن حبّان : ٧ / ١٥٥ ح ٢٨٩٦ ، مسند أحمد : ٤ / ٣٣٢ و : ٦ / ١٥ ح ٢٣٩٦٩ ، مسكن الفؤاد : ٥٠ ، المعجم الكبير : ٨ / ٤٠ ح ٧٣١٦ ، جامع العلوم والحكم : ١ / ١٩٤ ، شعب الإيمان : ٤ / ١١٦ ح ٤٤٨٧ ، التّرغيب والتّرهيب : ٤ / ١٤٠ ح ١٥٤٩ ، الفردوس بمأثور الخطاب : ٣ / ٣٩ ح ٤٠٩٤ ، بحار الأنوار : ٧٩ / ١٣٩.
(٢) انظر ، سنن ابن ماجه : ١ / ٥٦١ ح ١٧٦٤ ـ ١٧٦٥ ، مسند أحمد : ٢ / ٢٨٣ ، مسند أبي يعلى : ١١ / ٤٥٩ ح ٦٥٨٢ ، سنن البيهقي الكبرى : ٤ / ٣٠٦ ح ٨٠٣١ ، سنن التّرمذي : ٤ / ٦٥٣ ح ٢٤٨٦ ، سنن الدّارمي : ٢ / ١٣٠ ح ٢٠٢٤ ، صحى البخاري : ٥ / ٢٠٧٩ ح ٥١٤٤ ، صحيح ابن حبّان : ٢ / ١٦ ح ٣١٥ ، موارد الظّمآن : ١ / ٢٣٦ ح ٩٥٢.