يجب أن يكون خاضعا لسلطان «الواجب» ، بأقدس معاني الكلمة ، وأكثرها واقعية ، وأسماها درجة.
ولكن ، قد جرى العرف على تسمية القوانين الأخلاقية بحسب العنصر الغالب في مضمونها : فرديا ، أو اجتماعيا ، صوفيا ، أو إنسانيا ، شريعة عدل ، أو شريعة رحمة ، وهكذا .. وليس شيء من هذه الصّفات ذات الجانب الواحد ، بمناسب هنا ، فيما يبدو لنا.
إنّ هذه شريعة توصي «بالعدل» و«الرّحمة» معا ، وتتواثق فيها العناصر «الفردية» ، و«الإجتماعية» و«الإنسانية» و«الإلهية» ، على نحو متين. بيد أننا لو بحثنا في مجال هذا النّظام عن فكرة مركزية ، عن الفضيلة الأمّ الّتي تتكاثف فيها كلّ الوصايا ، فسوف نجدها في مفهوم (التّقوى) ، وإذن ، فما التّقوى ، إن لم تكن الإحترام البالغ العمق للشرع؟ ..
هكذا نصل إلى فكرة الواجب ، مطروحة هذه المرة على الصّعيد العاطفي ، كمحرك للإرادة. وعلى هذا الصّعيد يبدو لنا «الإحترام» في المركز ، بين شعورين متطرفين ، يركّبهما ، ويلطفهما : «الحبّ» ، و«الخوف». ولما كان (الإحترام) ناتجا بصورة ما عن تزاوجهما فإنّه يؤدي دورا مزدوجا ، حين يستخدم كمحرك ، ولجام في آن ، ويطلق عليه في جانبه الأخير بخاصة : «الحياء» ، وبهذا الشّعور على وجه الدّقة حدد رسول الله صلىاللهعليهوسلم روح هذه الأخلاق.
وأيا ما كانت وجهة البحث فإنّ المرء يرى أنّ هذه الأخلاق وهي تستهدف المثل الأعلى ـ تعمد إلى تجميع كلّ القوى ، وكلّ أشكال الحياة الأخلاقية ، ثمّ