السّؤال التّالي :
على أي أساس ترتكز شريعة الواجب القرآني؟
ومن أي معين تستقي سلطانها؟
ولسوف يجيبك : بأنّ التّمييز بين الخير والشّر هو إلهام داخلي مركوز في النّفس الإنسانية ، قبل أن يكون شرعة سماوية ؛ وبأنّ الفضيلة ـ في نهاية المطاف ـ إنّما تتخذ مرقاتها من طبيعتها الخاصة ، ومن قيمتها الذاتية. وبأنّ العقل ، والوحي ـ على هذا ـ ليسا سوى ضوء هاد ، مزدوج ، لموضوع واحد ، وترجمة مزدوجة ، لواقع واحد أصيل ، تمتد جذوره في أعماق الأشياء.
واسأله بعد ذلك : عن صفات هذه الشّريعة ، وامتداد سلطانها؟
ولسوف يقول لك : إنّها شريعة عامة ، وأبدية ، تكفل للبشرية مطامحها المشروعة ، ولكنها تعترض بكلّ وضوح ، وتأكيد على شهواتها الجامحة ، والمتحكمة.
وزد في سؤاله عن المسئولية الإنسانية ، وعن شروطها ، وحدودها ، وعن الوسيلة النّاجعة لكسب الفضيلة ، وعن المبدأ الأسمى الّذي ينبغي أن يحمد الإرادة عن العمل؟ ..
أو سله عن أي مبدأ عام لا يملك أي أخلاقي بصير بعمله أن يغفله؟.
ولسوف تجد فيه لكلّ سؤال حكما محددا ، وقاطعا ، يفرض نفسه إجابة فريدة ، من شأنها أن تؤلف بين أكثر المشاعر نباهة ، واتزانا.
والّذي استولى في النّهاية على إعجابنا ، هو ما رأينا من التّباين المذهل بين