ومن طريق المخالفين : قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) عن جعفر بن محمد عليهماالسلام ، قال : «هو علي بن أبي طالب عليهالسلام ، عرضت ولايته على إبراهيم عليهالسلام ، فقال : اللهمّ اجعله من ذريّتي ، ففعل الله ذلك» (١).
وقال الطبرسيّ : قوله : (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) أي : من الذين يرثون الفردوس (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) أي : من الذاهبين عن الصواب في اعتقاده. ووصفه بأنه ضال يدل على أنه كان كافرا كفر جهالة ، لا كفر عناد (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) أي : لا تفضحني ، ولا تعيرني بذنب يوم تحشر الخلائق. وهذا الدعاء كان منه عليهالسلام على وجه الانقطاع إلى الله تعالى ، لما بينا أن القبيح لا يجوز وقوعه من الأنبياء عليهمالسلام.
ثم فسر ذلك اليوم بأن قال : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ) أي : لا ينفع المال والبنون أحدا إذ لا يتهيأ لذي المال أن يفتدي من شدائد ذلك اليوم به ، ولا يتحمل من صاحب البنين بنوه شيئا من معاصيه (٢).
وقال سفيان بن عيينة : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ). قال : «السليم الذي يلقى ربّه ، وليس فيه أحد سواه».
قال : وقال : «كلّ قلب فيه شرك ، أو شكّ ، فهو ساقط ، وإنما أرادوا الزهد في الدنيا ، لتفرغ قلوبهم للآخرة» (٣).
وقال الطّبرسي : روي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : «هو القلب الذي سلم من حب الدنيا». قال الطبرسيّ : ويؤيّده قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «حبّ الدنيا رأس كل خطيئة» (٤).
__________________
(١) كشف الغمّة : ج ١ ، ص ٣٢٠.
(٢) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٣٨.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ١٣ ، ح ٥.
(٤) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٠٥.