أو المعنوي؟
والحق سقوط هذا البحث عن أصله ، لأن اللام لم توضع في لغة العرب إلا لغرض تزيين الكلام ، والربط بين جزئيه ، وجميع هذه الأقسام لا تستفاد إلا من القرائن والمناسبات داخلية كانت أو خارجية ، لفظية كانت أو غيرها ، لأن التزيين والربط الحاصل باللام معلوم ، وصحة انتساب الأقسام الى القرائن مع وجودها كذلك أيضا ، والباقي مشكوك فيه فيدفع بالأصل ، وقد تقدّم في بحث العام والخاص أن المفرد المعرّف باللام من ألفاظ العموم أيضا ، وأن استفادة العموم منه ليست مستندة إلى الوضع بل تكون من مقدمات الحكمة ، وعلى هذا فاستفادة العموم والإطلاق من المفرد المعرف باللام لا بد أن تكون لأجل مقدمات الحكمة.
الثانية : في دلالتها على الإطلاق ، والحق أن استفادة الإطلاق إنما هو من نفس المدخول من حيث هو.
إن قلت : المعهودية بأقسامها نحو من التعين ، مع أن المشهور بين الأدباء أن الألف واللام أداة التعريف والتعيين ، والتعريف ينافي الإطلاق ، فكيف يكون المعرّف باللام من أقسام المطلق؟!
قلت : أما التعريف فهو لفظي فلا ينافي الإبهام المعنوي ، مثل ما تقدم في علم الجنس ، وكذا التعين الحاصل بالعهد لا ينافي الإطلاق أيضا ، لأنه ليس الإطلاق مقيدا به حتى ينافيه ، بل يكون من باب انطباق المطلق وصدقه عليه قهرا ، وفرق واضح بين انطباق المطلق على شيء خاص وبين تقييده به ، والثاني ينافي الإطلاق دون الأول.
وبعبارة اخرى : العهدية والإطلاق من باب تعدد الدال والمدلول لا وحدة المطلوب ، حتى ينافي الإطلاق.