المقدمات ، ينترك الحرام قهرا. هذا وقد ورد في الرشوة ، والربا ، والخمر ما يستفاد منه تعميم الحرمة الشرعية الغيرية لجملة كثيرة من مقدماتها ، فراجع أبواب الوسائل عند تعرضه لها.
خاتمة البحث
قد ورد الثواب في جملة من مقدمات الواجبات أو المندوبات وهي كثيرة جدا. فإن قلنا بأن الثواب تفضل ، واستحقاقه أيضا تفضل من الله يؤتيه بما يشاء على ما يشاء لمن يريد ، كما هو المنساق من جملة من الآيات والروايات ـ كما فصلنا الكلام في محله ـ فلا إشكال فيه ، لأن تفضله تعالى غير محدود بحد ، ولا يعلم منشأه إلا ذاته الأقدس ، وحينئذ يسقط أصل البحث رأسا.
وإن قلنا : باختصاصه بالتكاليف النفسية العبادية ، فيصح أن ينبعث الثواب من التكاليف النفسية العبادية إلى جميع مقدماتها ، نظير ما ورد من أن الله تعالى يحفظ لصلاح الرجل أهله وجيرانه وأهل قريته ، وفي سياق هذا المعنى آيات وروايات كثيرة جدا ، وهذا هو المرجو من سعة فضل الله غير المتناهي ، فيكون التكليف النفسي من الواسطة في الثبوت لثواب جميع مقدماته ، سواء أتى بالتكليف النفسي ، أو منع عنه مانع شرعي.
قال تعالى : وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ... ، وقد ورد في أبواب السعي في قضاء حاجة المؤمن من الثواب ولو لم تقض الحاجة ، والمشي الى الحج ، وزيارة الحسين عليهالسلام ولو منع عن حصول المقصود مانع.
ولا يبعد حصول المبغوضية من بعض المحرمات النفسية إلى مقدماتها في الجملة أيضا ، حصل الحرام النفسي أو لم يحصل ، كما يشهد به الوجدان.