ويجوز أن تكون مستأنفة ، و «بهم» حال من الضمير في تجرى ؛ أي وهم فيها.
(نُوحٌ ابْنَهُ) : الجمهور على ضم الحاء ، وهو الأصل.
وقرئ بإسكانها على إجراء الوصل مجرى الوقف.
ويقرأ : ابنها ، يعني ابن امرأته ؛ كأنه توهّم إضافته إليها دونه ، لقول : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ).
ويقرأ بفتح الهاء من غير ألف ، وحذف الألف تخفيفا ، والفتحة تدلّ عليها ؛ ومثله : (يا أَبَتِ) فيمن فتح.
ويقرأ : «ابناه» على الترثّي ؛ وليس بندبة ، لأنّ الندبة لا تكون بالهمزة.
(فِي مَعْزِلٍ) : بكسر الزاي : موضع ، وليس بمصدر ، وبفتحها مصدر ، ولم أعلم أحدا قرأ بالفتح.
(يا بُنَيَ) : يقرأ بكسر الياء وأصله بني ـ بياء التصغير وياء هي لام الكلمة ، وأصلها واو عند قوم وياء عند آخرين ، والياء الثالثة ياء المتكلم ، ولكنها حذفت لدلالة الكسرة عليها فرارا من توالى الياءات ؛ ولأنّ النداء موضع تخفيف.
وقيل : حذفت من اللفظ لالتقائها مع الراء في (ارْكَبْ).
ويقرأ بالفتح ؛ وفيه وجهان : أحدهما ـ أنه أبدل الكسرة فتحة ، فانقلبت ياء الإضافة ، ثم حذفت الألف كما حذفت الياء مع الكسرة ؛ لأنها أصلها.
والثاني ـ أنّ الألف حذفت من اللفظ لالتقاء الساكنين.
٤٣ ـ (لا عاصِمَ الْيَوْمَ) : فيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ أنه اسم فاعل على بابه ؛ فعلى هذا يكون قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ رَحِمَ) فيه وجهان :
أحدهما : هو استثناء متّصل : و «من رحم» بمعنى الرّاحم ؛ أي : لا عاصم إلا الله. والثاني : أنه منقطع ؛ أي لكن من رحمهالله يعصم.
الوجه الثاني ـ أنّ عاصما بمعنى معصوم ؛ مثل : (ماءٍ دافِقٍ) : أي مدفوق ؛ فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا ؛ أي إلا من رحمهالله.
والثالث ـ أن عاصما بمعنى ذا عصمة على النسب ، مثل حائض وطالق ، والاستثناء على هذا متصل أيضا.
فأمّا خبر «لا» فلا يجوز أن يكون «اليوم» ؛ لأنّ ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثّة ، بل الخبر (مِنْ أَمْرِ اللهِ) ، واليوم معمول «من أمر» ؛ ولا يجوز أن يكون اليوم معمول عاصم ؛ إذ لو كان كذلك لنوّن.
٤٤ ـ (عَلَى الْجُودِيِ) : بتشديد الياء ، وهو الأصل. وقرئ بالتخفيف لاستثقال الياءين.
(وَغِيضَ الْماءُ) : هذا الفعل يستعمل لازما ومتعدّيا ، فمن المتعدّي : (وَغِيضَ الْماءُ) ، ومن اللازم : (وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ).
ويجوز أن يكون هذا متعدّيا أيضا ، ويقال : غاض الماء وغضته.
و (بُعْداً) : مصدر ؛ أي وقيل : بعد بعدا.
و (لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : تبيين وتخصيص ؛ وليست اللام متعلقة بالمصدر.
٤٦ ـ (إِنَّهُ عَمَلٌ) : في الهاء ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هي ضمير الابن ؛ أي إنه ذو عمل.
والثاني ـ أنها ضمير النداء والسؤال في ابنه ؛ أي إن سؤالك فيه عمل غير صالح.
والثالث ـ أنها ضمير الركوب وقد دلّ عليه (ارْكَبْ مَعَنا).
ومن قرأ «عمل» على أنه فعل ماض فالهاء ضمير الابن لا غير.
(فَلا تَسْئَلْنِي) : يقرأ بإثبات الياء على الأصل ، وبحذفها تخفيفا ، والكسرة تدلّ عليها.
ويقرأ بفتح اللام وتشديد النون على أنها نون التوكيد ؛ فمنهم من يكسرها ، ومنهم من يفتحها ، والمعنى واضح.