و (إِلى حِينٍ) : يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمتاع ، فيتعلق بمحذوف.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بمتاع لأنه في حكم المصدر ؛ والتقدير : وأن تمتّعوا إلى حين.
٣٧ ـ (فَتَلَقَّى آدَمُ) : يقرأ يرفع آدم ونصب كلمات ، وبالعكس : لأن كل ما تلقّاك فقد تلقّيته.
(مِنْ رَبِّهِ) : يجوز أن يكون في موضع نصب بتلقّي. ويكون لابتداء الغاية.
ويجوز أن يكون في موضع نصب صفة لكلمات ، تقديره : كلمات كائنة من ربّه ، فلما قدمها انتصبت على الحال.
(إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ) : هو هاهنا مثل أنت في : (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) وقد ذكر.
٣٨ ـ (مِنْها جَمِيعاً) : حال ؛ أي مجتمعين ، إما في زمن واحد ، أو في أزمنة ، بحيث يشتركون في الهبوط.
(فَإِمَّا) : إن حرف شرط ، وما حرف مؤكّد له.
و (يَأْتِيَنَّكُمْ) : فعل الشرط مؤكد بالنون الثقيلة ؛ والفعل يصير بها مبنيا أبدا. وما جاء في القرآن من أفعال الشرط عقيب إمّا كلّه مؤكّد بالنون ، وهو ، القياس ؛ لأنّ زيادة «ما» تؤذن بإرادة شدّة التوكيد ، وقد جاء في الشعر غير مؤكد بالنون. وجواب الشرط (فَمَنْ تَبِعَ) وجوابه.
و «من» في موضع رفع بالابتداء ، والخبر تبع ، وفيه ضمير فاعل يرجع على من ، وموضع «تبع» جزم بمن ، والجواب : (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ).
وكذلك كلّ اسم شرطت به وكان مبتدأ فخبره فعل الشرط لا جواب الشرط ؛ ولهذا يجب أن يكون فيه ضمير يعود على المبتدأ ، ولا يلزم ذلك الضّمير في الجواب حتى لو قلت : من يقم أكرم زيد ، أجاز ، ولو قلت : من يقم زيدا أكرمه ، وأنت تعيد الهاء إلى «من» لم يجز.
وذهب قوم إلى أنّ الخبر هو فعل الشرط والجواب ؛ وقيل الخبر منهما ما كان فيه ضمير يعود على من.
و (خَوْفٌ) مبتدأ ، عليهم الخبر ، وجاز الابتداء بالنكرة لما فيه من معنى العموم بالنفي الذي فيه.
والرّفع والتنوين هنا أوجه من البناء على الفتح ، لوجهين :
أحدهما ـ أنه عطف عليه ما لا يجوز به إلا الرفع. وهو قوله : (وَلا هُمْ) ؛ لأنه معرفة ، و «لا» لا تعمل في المعارف ، فالأولى أن يجعل المعطوف عليه كذلك ليتشاكل الجملتان ، كما قالوا في الفعل المشغول بضمير الفاعل ؛ نحو : قام زيد وعمرا كلّمته ؛ فإنّ النصب في عمرو أولى ؛ ليكون منصوبا بفعل ، كما انّ المعطوف عليه عمل فيه الفعل.
والوجه الثاني ـ من جهة المعنى ؛ وذلك بأنّ البناء يدلّ على نفي الخوف عنهم بالكلّية ؛ وليس المراد ذلك ؛ بل المراد نفيه عنهم في الآخرة.
فإن قيل : لم لا يكون وجه الرفع انّ هذا الكلام مذكور في جزاء من اتّبع الهدى ، ولا يليق أن ينفي عنهم الخوف اليسير ، ويتوهم ثبوت الخوف الكثير.
قيل : الرفع يجوز أن يضمر نفي الكثير ؛ تقديره : ولا خوف كثير عليهم ، فيتوهّم ثبوت القليل ، وهو عكس ما قدّر في السؤال ، فبان أنّ الوجه في الرفع ما ذكرنا. (هُدايَ) : المشهور إثبات الألف قبل الياء على اللفظ المفرد قبل الإضافة.
ويقرأ هدى ـ بياء مشددة ـ ووجهها أنّ ياء المتكلم يكسر ما قبلها في الاسم الصحيح ، والألف لا يمكن كسرها ، فقلبت ياء من جنس الكسرة ثم أدغمت.
٣٩ ـ (بِآياتِنا) : الأصل في آية أيّة ؛ لأنّ فاءها همزة ، وعينها ولامها باءان ؛ لأنها من تأيى القوم ، إذا اجتمعوا. وقالوا في الجمع آياء ؛ فظهرت الياء الأولى ؛ والهمزة الأخيرة بدل من ياء ، ووزنه أفعال ، والألف الثانية مبدلة من همزة هي فاء الكلمة ، ولو كانت عينها واوا لقالوا : آواء. ثم إنهم أبدلوا الياء الساكنة في أيّة ألفا على خلاف القياس ، ومثله : غاية ، وثاية.
وقيل : أصلها أيية ، ثم قلبت الياء الأولى الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
وقيل : أصلها أبية ـ بفتح الأولى والثانية ، ثم فعل في الياء ما ذكرنا. وكلا الوجهين فيه نظر ؛ لأن حكم الياءين إذا اجتمعتا في مثل هذا أن تقلب الثانية لقربها من الطرف.
وقيل : أصلها آيية على فاعلة ؛ وكان القياس أن تدغم ، فيقال أية مثل دابة ، إلا انها خففت كتخفيف كينونة في كيّنونة.
وهذا ضعيف ؛ لأن التخفيف في ذلك البناء كان لطول الكلمة.
(أُولئِكَ) : مبتدأ ، و (أَصْحابُ النَّارِ) خبره.
و (هُمْ فِيها خالِدُونَ) : مبتدأ وخبر في موضع الحال من أصحاب.
وقيل : يجوز أن يكون حالا من النار ؛ لأنّ في الجملة ضميرا يعود عليها ، ويكون العامل في الحال معنى الإضافة ، أو اللام المقدرة.
٤٠ ـ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) : إسرائيل لا ينصرف ، لأنه علم أعجمي ، وقد تكلّمت به العرب بلغات مختلفة ، فمنهم من يقول إسرائيل بهمزة بعدها ياء بعدها لام. ومنهم من يقول كذلك ، إلا أن يقلب الهمزة ياء ؛ ومنهم من يبقي الهمزة وبحذف الياء ؛ ومنهم من يحذفهما فيقول : إسرال. ومنهم من يقول : إسراين ـ بالنون.
و «بني» : جمع ابن جمع جمع السلامة ، وليس بسالم في الحقيقة ؛ لأنه لم يسلم لفظ واحده في جمعه ، وأصل الواحد بنو على فعل ـ بتحريك العين ؛ لقولهم في الجمع أبناء ، كجبل وأجبال. ولامه واو.
وقال قوم : لامه ياء ، ولا حجة في البنوة ، لأنهم قد قالوا الفتوّة ، وهي من الياء.
(أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) : الأصل أنعمت بها ؛ ليكون الضمير عائدا على الموصول ، فحذف حرف