٨٥ ـ (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ) : أنتم مبتدأ ، وفي خبره ثلاثة أوجه.
أحدها ـ تقتلون ؛ فعلى هذا في هؤلاء وجهان :
أحدهما في موضع نصب بإضمار أعنى. والثاني هو منادى ؛ أي يا هؤلاء ، إلا أنّ هذا لا يجوز عند سيبويه ؛ لأن أولاء مبهم ، ولا يحذف حرف النداء مع المبهم.
والوجه الثاني ـ أنّ الخبر هؤلاء على أن يكون بمعنى الذين ، وتقتلون صلّته ، وهذا ضعيف أيضا ؛ لأن مذهب البصريين أنّ أولاء هذا لا يكون بمنزلة الذين ، وأجازه الكوفيون.
والوجه الثالث ـ أنّ الخبر هؤلاء على تقدير حذف مضاف تقديره : ثم أنتم مثل هؤلاء ؛ كقولك : أبو يوسف ، أبو حنيفة ؛ فعلى هذا تقتلون حال يعمل فيها معنى التشبيه.
(تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ) : في موضع نصب على الحال ، والعامل فيها تخرجون ، وصاحب الحال الواو.
ويقرأ بتشديد الظاء ، والأصل تتظاهرون ، فقلبت التاء الثانية ظاء ، وأدغمت.
ويقرأ بالتخفيف على حذف التاء الثانية ، لأنّ الثقل والتكرر حصل بها ؛ ولأن الأولى حرف يدلّ على معنى.
وقيل : المحذوفة هي الأولى. ويقرأ بضمّ التاء وكسر الهاء والتخفيف ، وماضيه ظاهر.
(وَالْعُدْوانِ) : مصدر ، مثل الكفران ، والكسر لغة ضعيفة.
(أُسارى) : حال ، وهو جمع أسير.
ويقرأ بضم الهمزة وبفتحها ، مثل سكارى وسكارى ؛ ويقرأ أسرى ، مثل جريح وجرحى ؛ ويجوز في الكلام أسراء ، مثل شهيد وشهداء.
تفدوهم : بغير ألف ، و (تُفادُوهُمْ) بالألف ، وهو من باب المفاعلة ؛ فيجوز أن يكون بمعنى القراءة الأولى.
ويجوز أن يكون من المفاعلة التي تقع من اثنتين ؛ لأنّ المفاداة كذلك تقع.
(وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ) : هو مبتدأ ، وهو ضمير الشأن ، ومحرّم خبره ، و (إِخْراجُهُمْ) مرفوع بمحرّم.
ويجوز أن يكون إخراجهم مبتدأ ، ومحرّم خبر مقدم ، والجملة خبر هو.
ويجوز أن يكون هو ضمير الإخراج المدلول عليه بقوله : (وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ) ويكون محرم الخبر ، وإخراجهم بدل من الضمير في محرّم ، أو من هو.
(فَما جَزاءُ) : ما نفى ، والخبر «خزي».
ويجوز أن تكون استفهاما مبتدأ ، وجزاء خبره ، و (إِلَّا خِزْيٌ) بدل من جزاء.
(يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ) : في موضع نصب على الحال من الضمير في يفعل.
(فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) : صفة للخزي.
ويجوز أن يكون ظرفا ، تقديره : إلا أن يخزى في الحياة الدنيا.
(يُرَدُّونَ) ـ بالياء على الغيبة ، لأن قبله مثله.
ويقرأ بالتاء على الخطاب ردّا على قوله : (تَقْتُلُونَ).
ومثله (عَمَّا تَعْمَلُونَ) بالتاء والياء.
٨٧ ـ (وَقَفَّيْنا) : الياء بدل من الواو ، لقولك : قفوته ، وهو يقفوه إذا اتّبعه ، فلما وقعت رابعة قلبت ياء.
(بِالرُّسُلِ) ـ بالضم ، وهو الأصل ، والتسكين جائز تخفيفا ؛ ومنهم من يسكّن إذا أضاف إلى الضمير هربا من توالي الحراكات ، ويضمّ في غير ذلك.
(عِيسَى) : فعلى من العيس ، وهو بياض يخالطه شقرة ؛ وقيل هو أعجمي لا اشتقاق له.
و (مَرْيَمَ) : علم أعجمي ، ولو كان مشتقّا من رام يريم لكان مريما ـ بسكون الياء ، وقد جاء في الأعلام بفتح الياء نحو مزيد ، وهو على خلاف القياس.
(وَأَيَّدْناهُ) : وزنه فعلناه ، وهو من الأيد ، وهو من القوّة.
ويقرأ «آيدناه» ، بمدّ الألف وتخفيف الياء ، ووزنه أفعلناه.
فإن قلت : فلم لم تحذف الياء التي هي عين كما حذفت في مثل أسلناه ، من سال يسيل.
قيل : لو فعلوا ذلك لتوالى إعلالان :
أحدهما ـ قلب الهمزة الثانية ألفا ، ثم حذف الألف المبدلة من الياء لسكونها وسكون الألف قبلها ؛ فكان يصير اللفظ أدناه ؛ فكانت تحذف الفاء والعين ، وليس كذلك أسلناه ؛ لأنّ هناك حذفت العين وحدها.
(الْقُدُسِ) : بضم الدال وسكونها لغتان ، مثل العسر والعسر.
(أَفَكُلَّما) : دخلت الفاء هاهنا لربط ما بعدها بما قبلها ، والهمزة للاستفهام الذي بمعنى التوبيخ.
و (جاءَكُمْ) يتعدى بنفسه وبحرف الجر ؛ جئته وجئت إليه.
(تَهْوى) : الفه منقلبة عن يا ؛ لأنّ عينه واو ، وباب طويت وشويت أكثر من باب حوة وقوّة ، ولا دليل في هوي لانكسار العين ، وهو مثل شقيّ ؛ فإنّ أصله واو ؛ ويدلّ على أن هوى من اليائي أيضا قولهم في التثنية هويان.
(اسْتَكْبَرْتُمْ) : جواب كلّما.
(فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ) : أي فكذبتم فريقا ؛ فالفاء عطفت كذبتم على استكبرتم ؛ ولكن قدّم المفعول لتتفق رؤوس الآي.
وفي الكلام حذف ؛ أي ففريقا منهم كذّبتم.
٨٨ ـ (غُلْفٌ) : يقرأ بضمّ اللام ، وهو جمع غلاف.
ويقرأ بسكونها. وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو تسكين المضموم ، مثل كتب وكتب.