أبي ، قال : حدّثنا أبو جعفر عمّارة السكري السرياني ، قال : حدّثنا إبراهيم ابن عاصم بقزوين ، قال : حدّثنا عبدالله بن هارون الكرخي ، قال : حدّثناأبو جعفرأحمد بن عبدالله بن يزيد بن سلام بن عبيدالله (١) مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : حدّثني أبي عبدالله بن يزيد ، قال : حدّثني يزيد بن سلام أنّه سأل رسولَ الله صلىاللهعليهوآله فقال له : لِمَ سُمّي الفرقان فرقاناً؟
قال : «لأنّه متفرّق الآيات والسُّوَر اُنزلت في غير الألواح ، وغيره من الصحف والتوراة والإنجيل والزبور نزلت كلّها جملة في الألواح والورق».
قال : فما بال الشمس والقمر لايستويان في الضوء والنور؟
قال : «لمّا خلقهما الله عزوجل أطاعا ولم يعصيا شيئاً ، فأمر الله عزوجل جبرئيل عليهالسلام أن يمحو ضوء القمر فمحاه ، فأثّر المحو في القمر خطوطاً سوداء ، ولو أنّ القمر تُرك على حاله بمنزلة الشمس لم يمح لما عُرف الليل من النهار ، ولاالنهار من الليل ، ولاعلم الصائم كم يصوم ، ولاعرف الناس عددالسنين ، وذلك قول الله عزوجل : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) (٢) ».
قال : صدقتَ يا محمّد ، فأخبرني لِمَ سُمّي الليل ليلاً؟
قال : «لأنّه يلائل (٣) الرجال من النساء جعله الله عزوجل أُلفةً ولباساً ،
__________________
(١) في المطبوع : عبدالله. وما أثبتناه من النُّسَخ.
(٢) سورة الإسراء ١٧ : ١٢.
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : ولايَلْتُه : استجرتُه لليلة ، وعامَلَه مُلايلةً كمُياومة. القاموس المحيط ٣ : ٦١٣ / الليل.