وأمّا الضبّ فكان أعرابيّاً يسرق الحاجّ بمحجنه.
وأمّا الوطواط فكان يسرق الثمار من رؤوس النخل.
وأمّا الدعموص فكان نمّاماً يفرّق بين الأحبّة.
وأمّا العقرب فكان رجلاً لذّاعاً لايسلم على لسانه أحد.
وأمّا العنكبوت فكانت امرأةً سحرت زوجها.
وأمّا الأرنب فكانت امرأةً لاتطهّر من حيض ولاغيره.
وأمّا سهيل فكان عشّاراً باليمن.
وأمّا الزهرة فكانت امرأةً نصرانيّة وكانت لبعض ملوك بني إسرائيل ، وهي التي فتن بها هاروت وماروت ، وكان اسمها ناهيل ، والناس يقولون : ناهيد» (١) .
قال محمّد بن عليّ بن الحسين مصنِّف هذا الكتاب : إنّ الناس يغلطون في الزهرة وسهيل ، ويقولون : إنّهما كوكبان ، وليسا كما يقولون ، ولكنّهمادابّتان من دوابّ البحر سُمّيتا بكوكبين ، كما سُمّي الحمل والثور والسرطان والأسد والعقرب والحوت والجدي ، وهذه حيوانات سُمّيت على أسماء الكواكب ، وكذلك الزهرة وسهيل ، وإنّما غلط الناس فيهما دون غيرهمالتعذّر مشاهدتهما والنظر إليهما ؛ لأنّهما من البحر المطيف بالدنيا بحيث لاتبلغه سفينة ولاتعمل فيه حيلة ، وما كان الله عزوجل ليمسخ العصاة أنواراً مضيئة فيبقيهما ما بقيت الأرض والسماء ، والمسوخ لم تبق
__________________
(١) ذكره المصنِّف في الخصال : ٤٠٢ / ٢ ، ونقله المجلسي عن المجالس والعلل في بحارالأنوار ٦٥ : ٢٢٣ ـ ٢٢٤ / ٥.