وقد أخبر اللّه عزّ شأنه في مواضع كثيرة من كتابه بشيوع هذه الحالة ، وأنّها دأب أهل الباطل في عدم قبول الحقّ ، حتّى بعد وضوحه أيضاً ، كقوله عزوجل في قوم نوح عليهالسلام لمّا دعاهم إلى التوحيد : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا (١) [ تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) (٢) .
وفي قوم إبراهيم عليهالسلام : ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) (٣) .
وفي قوم شعيب [عليه السلام] : ( أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ) (٤) .
وفي قوم موسى عليهالسلام : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ) (٥) .
وكقوله سبحانه : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ) (٦) .
وكقوله : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ) (٧) .
__________________
(١) من هنا إلى ص ١٤٧ هامش ٣ ساقط من نسخة «م» .
(٢) سورة الأعراف ٧ : ٧٠ .
(٣) سورة الأنبياء ٢١ : ٥٢ ـ ٥٤ .
(٤) سورة هود ١١ : ٧٨ .
(٥) سورة يونس ١٠ : ٧٨ .
(٦) سورة الحج ٢٢ : ٨ .
(٧) سورة لقمان ٣١ : ٢١ .